العصفور الذي بلا ثمن

+ " أليس عصفوران يباعان بفلس " مت 29:10.

+ " أليست خمسة عصافير تباع بفلسين " لو 6:12.

+ " وواحد منها ( أي الذي بلا ثمن ) ليس منسيا ً أمام الله " لو 6:12.

هناك عصفور بلا ثمن ، ولكنه ليس منسيا ً قدام الله بل إنه داخل في رعاية الله واهتمامه ... إن العصفور الذي بلا ثمن يرمز إلي أصغر الأصاغر التي يعتبرها الناس بلا قيمة أو ثمن ، ولكن الله يعطيها قيمة واهتماما ً ورعاية ... وهذا ما يقوله الله لنا :

+ " وواحد منها ( أي العصفور الذي بلا ثمن ) لا يسقط علي الأرض بدون أبيكم " مت 29:10 . ثم يعطينا الله الدرس الهام في حياتنا :

+ أما أنتم فحتي شعور رؤوسكم جميعها محصاة !!

+ فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة مت 31-30:10.

من ذا الذي يستطيع أن يحصي شعر رأسه؟ ........ إنه أمر صعب ولكن الله يحصي ويحصر كل شيء ، وليس شيء خارجا ًعن سلطانه ورعايته .... ألم يقل الكتاب " دفع إلي كل سلطان في السماء و علي الأرض " مت 18:28 ....

ليس نحن فقط بل حتي الظروف المعاكسة التي نواجهها بل حتي العواصف التي نجتازها كلها داخلة في سلطان الله !!

ولكن أكثر ما يفقدنا سلامنا وهدوء حياتنا الهموم ..... الهموم الخارجية و الهموم الداخلية ..... هموم أعمالنا ووظائفنا وهموم أولادنا وبناتنا وهموم مستقبل حياتهم التي كثيرا ً ما تشغلنا و تؤرق منامنا .

ولكن إن كان الله يهتم ويرعي العصفور الذي بلا ثمن ، ألا يهتم برعايتنا نحن الذين يرعانا من خلال أبـوته لنا ....

" وواحد منها لا يسقط علي الأرض بدون أبيكم. " ..... فهو هنا حدد العلاقة بيننا ... حدد من هو بالنسبة لنا ، ومن نحن بالنسبة له ، وها هو حديثه الأبوي لنا :

+ لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون.

+ أليست الحياة أفضل من الطعام و الجسد أفضل من اللباس؟

+ انظروا إلي طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن وأبوكم السماوي يقوتها . ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟

+ من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد علي قامته ذراعا ًواحدة؟

+ ولماذا تهتمون باللباس؟

+ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل.

ولكن أقول لكم ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحد منها.

+ فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا ً في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا ً يلبسكم يا قليلي الإيمان؟

+ فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب ؟ أو ماذا نلبس؟ فأن هذه كلها تطلبها الأمم.

+ لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها.

+ لكن أطلبوا أولا ً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره . ( مت 34-25:6 )

هنا يؤكد الرب يسوع المسيح أبوته لنا مرتين .. وإذا ما عشنا في إيمان أبوة الله لنا وبنوتنا له ، وإذا ما انشغلنا بملكوت الله وإذا ما انشغلنا بشيء نسميه ترتيب الأولويات فسوف نعيش في سلام الله وهدوئه وبركته الدائمة.

إن سر تعب الإنسان هو عدم ترتيب أولوياته إذ بينما المفروض أن يكون اهتمام الإنسان بالملكوت أو لا ثم بالجسديات من طعام وشراب وملابس وهموم الحياة بعد ذلك إذ به يقلب الأمور وتصير الجسديات والفانيات وكل أمور العالم الزائل أولا ً ثم الملكوت والروحيات ثانيا ً.

نحن نحتاج إن نعيد ترتيب أولوياتنا و حساباتنا الخاصة ، ونعيش في إيمان أبوة الله لنا واهتمامه بنا ورعايته لنا ... نحن كأباء جسديين نهتم ونرعي ونعطي أولادنا مع أن اهتمامنا بأولادنا ورعايتنا لهم محدودة وناقصة وعاجزة ... فإذا كنا نحن كذلك فكم تفعل أبوة الله لنا.

+ أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا؟ وإذا سأله سمكة يعطيه حية؟

+ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه مت12-9:7.

وهنا يؤكد الرب يسوع المسيح الأبوة الإلهية . كما أنه لا يمنع السؤال و الطلب ، ولكن في روح الأبوة ، وبعد الأولويات الروحية التي تخص الملكوت و الأبدية والخلاص.

فهو يقول " اطلبوا أولا ملكوت الله " لم يقل اطلبــوا فقط ولكنه قال اطلبوا أولا ثم ثانيا و ثالثا تكون الأمور الأخري ، ولكن المشكلة أننا نطلب أولا خيرات الأرض واهتمامات الحياة وهموم العالم الزائل ثم نشغل تفكيرنا ومشاعر قلوبنا فلا يتبقي وقتنفكر فيه في الأمور التي كان يجب إن تكون الأولي في حياتنا.

إن العصفور الذي بلا ثمن يدعونا للإيمان برعاية الله لنا ، ويقودنا إلي أبوة الله لنا ، وإلي الثقة في أنه لن يتركنا ولن يتخلي عنا ، بشرط أن نطلب أن نطلب أولا الملكوت ، وأن نعيش في كمال البنوة وسلوكها الائق ،وهذا ما يقوله لنا القديس بولس الرسول :

" لتكن سيرتكم خالية من محبة المال

كونوا مكتفين بما عندكم

لأنه قال لا أهملك ولا أتركك

حتي أننا نقول واثقين

الرب معين لي فلا أخاف

ماذا يصنع بي إنسان " عب 6-5:13

بقي أن نقول أن الرب يسوع المسيح تحدث عن العصفور الذي بلا ثمن بمناسبة حديثه عن الخروف .... لقد أراد أن يبدد الخوف بأن يزرع الإيمان بأبوة الله ورعايته لنا ، واهتمامه بنا ، ودعوته لنا بأن نرتب الأولويات في حياتنا.

إن العصفور الذي بلا ثمن يطير مغردا محلقا في السماء من شجرة إلي أخري حرا طليقا بلا هم إو قيد .... أما نحن فإن حب القنية وزيادة المال و الممتلكات وكثرة هموم الحياة تخنق الكلمة وتجعلها بلا ثمر فينا.

إننا نتفوق علي العصفور الذي بلا ثمن الذي يدخل في رعاية الله لأنه يموت وينتهي أما نحن فإننا مدعوون للملكوت وفي دائرة أبوة الله لنا ، ولذلك علينا أن نحيا حياة الإيمان و التسليم ، و نجاهد في سلوك البنوة الائق بمجد الله ، وألا نغرق في هموم الحياة بل نتركها لمن يرعانا ويدبر أمور حياتنا ... وأن ننزع الخوف الذي فينا بسلام أبوة الله لنا واستعدادنا للملكوت والأبدية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010