بخصوص مجيء السيد المسيح الثانية.

الرد على شهود يهوه

بخصوص مجيء السيد المسيح الثاني ، الاختطاف ، القيامة ، الملكوت (ج1)



أولاً: ادعاءات شهود يهوه بخصوص مجيء السيد المسيح والتي أثبت التاريخ نفسه كذبهم وعدم صدق ما أدعوا أنه نبوات جاءت لهم من الله.

- ادعى رسل (مؤسس حركة شهود يهوه) أن ملك المسيح على الأرض قد ابتدأ سنة 1873م وذلك لأنه اعتبر أن النظام البشري سيسير طبقاً للنظام الإلهي وكما أن الله خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع هكذا يتعب الناس ستة آلاف سنة (كل ألف سنة مقابل يوم من أيام الخليقة) ويرتاحون في الألف السابعة. وبما أن المدة بين آدم والمسيح في نظر رسل هي 4128 سنة فتكون نهاية الألوف الستة سنة 1872م ويبدأ عصر الرب أو (ملك الألف سنة) سنة 1873م. وهذا ما لم نراه تاريخياً مما يدل على كذبهم.

- أعلن رسل فكرة أخرى عن قرب مجيء المسيح وقال في كتابه " دروس في التوراة" المكون من ستة مجلدات الذي كتبه بين سنة 1881 – 1906م :"إن أزمنة الأمم تنتهي سنة 1914م تسود من بعدها السعادة المرجوة". وفشلت هذه النبوة الكاذبة أيضاً مما تسبب في ترك الكثير من أتباعه له فأعلن أنه أخطأ في تقدير هذه السنة بسبب تشابه العصر اليهودي والإنجيلي ( في مقدمة كتابه دنا الوقت) ولا ندري ما هذا التبرير الساذج رغم أنه سبق وأعلن كاذباً:"أن كل ما كبتبه ويدعيه هو من فم الله رأساً"

- بعد موت رسل أعلن أتباعه بأن "سنة 1925م ستكون مستهل عصر السعادة الحقة والخلود وأن الناس الذين سيكونون عائشين في السنة المذكورة لن يموتوا إلى الأبد". وجاءت هذه السنة كسابقتها ولم تتحقق نبواتهم الكاذبة.

- في سنة 1918م وفي كتابهم (النور) ادعوا أنهم يرون رؤى ويدركون الحقيقة بطريقة اجل وأوضح، وأن سفر الرؤيا كان سفراً مختوماً قبل عام 1918م وأنهم من هذا العام فقط أخذوا يفهمون معانيه وأنهم هم الوحيدون الذين يعرفوا تفسير هذا السفر. لأن معناه كان يجب أن يظل سراً إلى أن يأتي المسيح إلى العالم. وهم يرون أن الرب يسوع جاء إلى هيكله في العام 1918م !! وأن هيكله هم شهود يهوه أنفسهم !! وعلى هذا فهم المحتكرون الوحيدون لتفسير الكتاب المقدس، وكل تفسير صادر عن غيرهم هو ضلال. وإذا كان المسيح قد جاء فمن رآه ؟!! وكيف وصلوا إلى هذه الكذبة ؟!! لا أحد يدري. إنها سلسلة الأفكار والآراء المضللة ، كلما ظهر كذبهم في إحدى نبواتهم يغطون هذه الكذبة بكذبة أخرى سرعان ما يتم اكتشافها وكان الأجدر بهم العودة عن ضلالهم.

- في نفس كتابهم (النور) طوروا نبوتهم الكاذبة عن مجيء السيد المسيح سنة 1914 م وادعوا:"أن المسيح أعلن حربه على الشيطان سنة 1914م وأنه طرده من السماء وانتصر عليه، ومن هذا التاريخ انتقلت سلطة العالم من الشيطان إلى المسيح فلا يعمل الشيطان في العالم إلا وهو مقيد" وهذا ما يختلف تماماً مع الكتاب المقدس الذي يعلن بوضوح أن المسيح له كل المجد انتصر على الشيطان فوق الصليب.

ثانيا: ينكر شهود يهوه مجيء السيد المسيح الثاني بالجسد.



ينكر شهود يهوه مجيء الرب الثاني بنفس الجسد الذي ارتفع به إلى السماء، إذ أن إحدى عقائدهم الفاسدة تقول أنه لم يقم أصلا بجسده، لأنه لو حصل، لصبح يسوع أدنى قيمة من الملائكة وفي هذا يستندون على النص الكتابي:" الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" ( 1 بط 3 : 22).

الرد:

وهذا الراي يخالف تعاليم الكتاب المقدس، ولا تدلل عليه الآية المكورة التي تؤكد على لاهوت السيد المسيح وتميزه عن الملائكة وخضوعها له (ويمكن أن تكون في حد ذاتها رداً على تعاليم شهود يهوه حينما يقولون أن السيد المسيح هو رئيس ملائكة).

والواضح في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح قام من الأموات بالجسد وظهر لتلاميذه في أوقات كثيرة وبطرق متنوعة وأراهم نفسه حيا ببراهين كثيرة ( أع 1 : 3) وأراهم جسده الحامل آثار المسامير ، كما أنه أكل وشرب معهم، ومسه الكثيرين منهم، وأكد لهم أنه ليس خيالاً أو روحاً فقط وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه في المجد على يمين عرش العظمة. وعند صعوده إلى السماء يقول لنا سفر الأعمال:" ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون.وأخذته سحابة عن أعينهم‎. ‎وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء.إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء" (أع 1 : 9 – 11).

نعم أن المسيح يسوع ربنا حينما سيأتي في مجيئه الثاني إلى العالم ليأخذنا إليه سيأتي بنفس جسده الذي انطلق به إلى السماء.

"هوذا يأتي على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض.." (رؤ 1 : 7).

وهنا يحدد الرسول يوحنا الذين سينظرونه فيقول:"الذين طعنوه" أي الذين طعنوه سيتعرفون عليه بواسطة الجروح التي سببوها له في جسده.



ولكن يا ترى لماذا ينكر شهود يهوه مجيء المسيح الثاني بالجسد؟

والجواب واضح ، فكما سبق نرى أنهم عينوا تواريخ كثيرة لذلك المجيء وادعوا أنها من عند الله. ولكن جميع هذه التواريخ كانت كاذبة وخيب الرب آمالهم أنهم بعملهم هذا أرادوا تكذيب كلمات الكتاب المقدس (الذي يدعون الإيمان به !!) وتكذيب الرب ذاته الذي قال لتلاميذه:" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده"(مت 24 : 36).

فإخفاء لفشلهم أطلقوا هذه العقيدة الكاذبة :"أن المسيح أتى بالروح وبطريقة غير منظورة".







ثالثاً: يدعي شهود يهوه بأنه لا قيامة حقيقية للبشر

يقول شهود يهوه "أنه لا توجد قيامة حقيقية للبشر، إذ أن نفوسهم ستعود إلى العدم، وأجسادهم ستتفكك، فيجري الله يومها خلقا جديداً للنفوس والأجساد.. عندئذ، سيكون هناك صف سماوي، هؤلاء هم المختارون جسد المسيح أو عروس الخروف، وعددهم بحسب القرار الإلهي الصادر في سفر الرؤيا(14400) (رؤيا 7 : 4). وأما البقية فهم من الصف الأرضي، الذين بفضل الأعمال الحسنة التي يؤدونها للملكوت السماوي، إنما سيسكنون هذه الأرض التي ستحكمها السماء بواسطة المسيح والصف السماوي".

الرد:

هذا الفكر الغريب يتعارض مع مشيئة الله الصالحة ومع تعاليم الكتاب المقدس ، فكيف يتم تحديد عدد الذين يرثون الحياة الأبدية والملكوت السماوي ب 144000 فقط.

يقول الكتاب المقدس:"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.." (يوحنا 3 : 16).

فالحياة الأبدية لكل من يؤمن به ويحيا معه وليس مقصوراً على فئة معينة كما يقول الكتاب:"التفتوا الي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر.." (إش 45 : 22).

إن هذا التعليم الباطل يوضح لنا أن معظم شهود يهوه بلا رجاء في دخول السماء (يدعون أن عددهم 6 ملايين .. يا ترى من سيدخل منهم ومن لا يدخل). وهو ما يخالف ما جاء في نفس السفر الذي استندوا إليه حينما تحدثوا عن 144000 حينما يقول كاتب سفر الرؤيا:" بعد هذا نطرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيسديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.." (رؤ 7 : 9). نعم أن سكان السماء أو الحياة الأبدية مع الرب يسوع جمع كثير لا يستطيع أحد أن يعده. وهو ما لا يراه شهود يهوه مخالفين تعليم الكتاب المقدس الذي يدعون الإيمان به.

ولكن ما معنى العدد 144000 المذكور في سفر الرؤيا؟

من المعروف أن الأعداد في سفر الرؤيا هي أعداد رمزية لها مقاصد روحية فهو حاصل ضرب 12 × 12 × 1000 وكما نعلم فأن العدد 12 يرمز إلى كنيسة العهد القديم ممثلة في الأسباط الإثنى عشر والعدد 12 يرمز فى كنيسة العهد الجديد ممثلة في التلاميذ الاثنى عشر والعدد 1000 هو من أعداد الكمال. فيكون العدد عدداً

رمزيا يدل على الكاملين الذين أرضوا الله سواء أكانوا تابعين لكنيسة العهد الجديد أو القديم. وهذا ما يؤكده الرائي حينما يتحدث ويقول أن هؤلاء لم يتنجسوا مع النساء (رؤ 14 : 4) وبالتأكيد فإن هذا لا يعني أن سكان السماء من الرجال فقط ولكنه معنى رمزي يدل أنها النفوس التي لم تنجس حياتها على الأرض بالشهوات العالمية.

رابعاً: يدعي شهود يهوه بأن هناك ثلاث قيامات.

1. القيامة الأولى والأهم بالنسبة إلى شهود يهوه.

يدعي شهود يهوه أن عام 1918 جاء المسيح بطريقة غير منظورة وأقام من لهم نصيب في القيامة الأولى/ أي القطيع الصغير المؤلف من 144000 عضوا، والذي سيكمل قريبا بالنافذين من شهود يهوه، وسوف لا يبعثون مطلقاً بالجسد، بل يقومون بالروح، وهذه الكائنات الروحية ستكون مثل المسيح غير منظورة من الناس.

2. القيامة الثانية: أي القيامة الأرضية الفضلى، أي الخراف الأخر، الذين يموتون الآن سيحسبون من صف فعلة الخير، ويتوقع أن يقوموا بعد معركة هرمجدون بوقت قريب.

3. القيامة الثالثة: هي القيامة الأرضية العامة. وتقتصر هذه القيامة على الذين أثموا عن جهل ومن غير قصد، هؤلاء سيقومون كلهم بأعداد خيالية، هؤلاء هم الذين لم تعط لهم فرصة في الماضي لسماع كرازة شهود يهوه، فإن هذه البشارة ستقدم لهم عند قيامتهم، كفرصة أخيرة للتوبة والانتماء إليهم، وبهذا الانتماء ينالون الحياة الأبدية على هذه الأرض.. أما الرافضون الأشرار المقاومون لمقاصدهم، فهم مدخرون للموت الثاني، وللعذاب في بحيرة النار المتقدة، قبل عودتهم إلى العدم.

الرد:

لا يخفى على أحد أنه لا وجود للكتاب المقدس للقيامات الثلاثة التي يدعونها بل هناك قيامتان فقط لا تشتركان في خصائصهما مع أي من هذه القيامات التي يتحدث عنها شهود يهوه.

القيامة الأولى: وهي القيامة مع المسيح حينما قام من الأموات وأقامنا معه كما يقول الكتاب:" الله الذي هو غني في الرحمة من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح.بالنعمة انتم مخلّصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح" (أفسس 2 : 4 – 6). وأيضا:" مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتا في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا" (غلاطية 2 : 12 ، 13).

وكما جاء في سفر الرؤيا:" مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى.هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة للّه والمسيح وسيملكون معه ألف سنة" (رؤيا 20 : 6).

فالإنسان الذي آمن بالسيد المسيح وأعتمد وعاش في حياة مقدسة معه يتمتعون بهذه القيامة الأولى مع السيد المسيح ولا يكون للموت الثاني في بحيرة النار والكبريت سلطان عليهم.

أما عن ملك الألف سنة فكما قلنا أن الأرقام في سفر الرؤيا هي أرقام رمزية والعدد 1000 هنا يدل على فترة كاملة من الزمن يتمتع فيها أولاد الله بالحياة معه وهي تمثل الفترة من موت السيد المسيح على الصليب وانتصاره على إبليس ورده الإنسان إلى مرتبته الأولى وإعادته ككاهن للخليقة وملكاً عليها إلى مجيء السيد المسيح الثاني حينما تأتي الدينونة ويعيش الأبرار معه في الحياة الأبدية والأشرار يطرحون للموت الثاني في بحيرة النار والكبريت.

القيامة الثانية: وهي التي يتحدث عنها الكتاب حينما يقول:" لا تتعجبوا من هذا.فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت إلى قيامة الدينونة" (يوحنا 6 : 28 ، 29). وهي التي يتحدث عنها الرسول بولس:" فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء.وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام. وأما الأزمنة والأوقات فلا حاجة لكم أيها الإخوة أن اكتب إليكم عنها. لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون. وأما انتم أيها الأخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور.وأبناء نهار.لسنا من ليل ولا ظلمة. فلا ننم إذا كالباقين بل لنسهر ونصح" (1 تسالونيكي 4 : 15 – 5 : 5).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010