(1) هل يسوع المسيح هو ميخائيل رئيس الملائكة؟ أو ملاك من الملائكة؟!!!
مقدمة واجبة:
مقدمة واجبة:
+ شهود يهوه هم جماعة لا يمكن أن نضمها ضمن أي طائفة أو مذهب مسيحي رغم ادعائهم بأنهم يؤمنون بالكتاب المقدس بينما نجد أن تعاليمهم تختلف عن ما جاء به جملة وتفصيلاً. يضمون بين تعاليمهم عشرات من البدع والهرطقات التي جمعوها معاً ليقدموا لنا تعليماً جديداً.
+ قام بتأسيسها تشارلز رسل Charles Russel (1852-1916م) وقد أقامت زوجته شكوى ضده في المحكمة لسوء خلقه. ثم جاء من بعده جوزيف رذرفورد Joseph Rutherford (1869 – 1942م).
+ ينكرون أعظم وأقدس تعاليم المسيحية ألا وهي التثليث ولاهوت المسيح والقيامة وخلود النفس وعذاب الأشرار الأبدي كما أنهم ينكرون لاهوت وأقنومية الروح القدس وغيرها الكثير.
+ لهم موقف معادي من جميع الدول والحكومات فجماعة شهود يهوه لا تعترف بأي حكومة ولا شعار فقد قالوا في كتاب (Let God be true P. 295) « يعلن شهود يهوه اليوم أحكام الله العادلة والقاضية بتدمير جميع حكومات هذا العالم الشرير».
+ ليس لهم كنيسة ، ولكنهم يزورون الناس في منازلهم ويأتونهم في ثياب الحملان بادعاء أنهم مسيحيين يؤمنون بالكتاب المقدس ثم يبدأون في مناقضة تعاليمه وتفسير آياته بطريقة عجيبة لكي تتناسب مع أفكارهم المضللة ونبواتهم الكاذبة. ويسمون أنفسهم ب : (تلاميذ التوراة ، تلاميذ الفجر الآتي ، أصدقاء الإنسان ، بيت الكتاب المقدس بباريس ، إذاعة الحقائق الكتابية، مطبوعات برج المراقبة الصهيوني، جمعية برج المراقبة للتوراة والكراريس) ولذا ينبغي أن نخذر كل الحذر في حالة تلقي أي مطبوعات تحمل هذه العناوين.
+ موقعهم على الانترنت موقع مضلل يحتوى على العديد من كلمات المحبة والسلام فيقولون:" شهود يهوه مهتمون بكم وبخيركم. وهم يريدون أن يكونوا أصدقاءكم وأن يخبروكم أكثر عن أنفسهم، معتقداتهم، هيئتهم، وكيف يشعرون تجاه الناس والعالم الذي نحيا فيه جميعا. لذلك هيَّأوا لكم هذه الكراسة". ثم يعرضنون تعاليمهم المضللة وسط مجموعة من عبارات المحبة الزائفة والمجاملة والصور الملونة الجميلة. ولا عجب فالشيطان يغير هيئته في شكل ملاك منير من أجل خداع البسطاء ولو أمكن المختارين أبضاً.
+ يدعون في موقعهم على الانترنيت أن عددهم 6 مليون شخص. وهم يستخدمون في نشر ضلالاتهم ملايين من الدولارات، ويحاولون استمالة من هم في احتياج عن طريق الأموال والهدايا والخدمات وكتبهم وكراريسهم الرخيصة جداً والمجانية في كثير من الأحوال.
+ يدعون النبوة: فقد صدر في مجلة برج المراقبة في 1 إبريل 1972، صفحة 197، التقرير التالي:" هل عند يهوه نبي لمعونتهم أي لمعونة شهود يهوه ولتحذيرهم من الأخطار وليعلن لهم الأمور الآتية ؟ ...
إن هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها بصورة أكيدة . من هو هذا النبي ؟ إن هذا النبي لم يكن رجـلا واحدا ، ولكنه هيئة مـن الرجال والنساء. إنه مؤلف من جماعة صغيرة من أتباع يسوع المسيح، والمعروفين في ذلك الوقت بـ : تلاميذ الكتاب ويعرفون اليوم كشهود يهوه الممسوحين بالطبع إنه من السهل القول أن هذه الجماعة تعمل كـنبي"اهـ.
ونتيجة لذلك فقد وضعوا العديد من النبوات لعل أشهرها هو نبوتهم عن مجيء السيد المسيح إلى العالم سنة 1914م ولكن لم تتحقق أي من هذه النبوات في موعدها ولذا فقد حاولوا توفيقها بطرق عجيبة.
واجبنا تجاههم:
1. أن نتخذ موقفاً حازماً منهم وأن لا نستقبلهم في بيوتنا، وأن نغلق أبوابنا أمامهم كما يقول يوحنا الرسول في رسالته الثانية:" كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله.ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعا. إن كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" ( 2 يو 1 : 9 – 11).
2. أن نعرفهم أن لنا عقائدنا القائمة على الحق الكتابي والتي لا يمكن أن نتركها أمام تعاليم مضللة لا أساس لها من الصحة.
3. أن نلم بتعاليمهم الكاذبة ونعرف الردود عليها من خلال آيات الكتاب المقدس، فهم يدعون الإيمان به. استخدم كتابك المقدس الخاص بك في إخراج الآيات التي ترد على بدعهم وهرطقاتهم، ولا تسمح لهم باستخدام كتبهم أو كراريسهم,
4. أرفض أي إغراءات سواء أكانت أموال أو هدايا أو رحلات أو كتب مجانية أو عرض على أطباء أو مساعدات من أي نوع كان لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه (مت 16 : 26).
والآن نجيب على واحدة من هرطقاتهم الغريبة (ويشترك معهم فيها السبتيون أيضاً) فهم يدعون أن السيد المسيح ليس هو الله ولكنه رئيس الملائكة ميخائيل. وإذا سألتهم من أين جاءوا بهذا التعليم؟ سيجيبون بكلام لا أساس له من الكتاب المقدس وسيحاولون قول آيات كتابية لا تثبت هذا الأمر.
ولكن ما هو الرد الكتابي على هذا التعليم الخاطئ؟
إن المسيح ابن الله لم يكن ملاكا أو رئيس ملائكة أرسل من قبل الله بل هو الله ذاته بأوصافه وأسمائه وأفعاله. فلا يمكن أن يكون هو ميخائيل رئيس الملائكة ولا ملاكا آخر، والأدلة على ذلك:
أولا: ميخائيل لم يستطع أن ينتهر إبليس بل قال له لينتهرك الرب أما يسوع المسيح فله السلطان الكامل على إبليس وجنوده:
يقول معلمنا يهوذا عن الملاك ميخائيل: «وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب»(يهوذا 9)
أما السيد المسيح - له كل المجد - فله السلطان الكامل على الشيطان:
1. فهزمه في معركة الجلجثة على خشبة الصليب كما يقول له كل المجد:"الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا. وأنا إن ارتفعت عن الأرض اجذب إليَّ الجميع (يو 12 : 31).
2. كان له سلطان كامل في إخراج الشياطين والأرواح النجسة وتقييدها:" فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون " (مر 1 : 34).
3. لم يستخدم السيد المسيح هذا السلطان فقط بل منحه للتلاميذ أيضاً :" فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا.واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" ( مرقس 6 : 12 ، 13).
4. السيد المسيح سيسحق الشيطان سريعاً تحت أرجل المؤمنين كما يقول الرسول بولس:" واله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا" (رومية 16 : 20).
5. السيد المسيح سيطرح الشيطان إلى أبد الآبدين في بحيرة النار باعتباره الديان الذي أعطيت له كل الدينونة: "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن" (يوحنا22:5). "وإبليس الذي كان يضلّهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا إلى ابد الآبدين" (رؤ 20 : 10).
ثانياً: يصف سفر دانيال رئيس الملائكة ميخائيل بصفات تختلف تماماً عما يصف به ابن الله الوحيد ربنا يسوع المسيح.
+ قال عن رئيس الملائكة ميخائيل :" وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي " (دانيال 13:10).
+ وأما عن ابن الله فقد قيل أنه هو المسيح الرئيس « اعلم وافهم انه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا » (دانيال 25:9).
وهذا التمايز واضح جدا ولا يوجد به أي مجال للخلط والذي يستحيل معه أن يكون السيد المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل.
ثالثاً: في كل المرات التي ذ كر فيها رئيس الملائكة ميخائيل لم يذكر عنه إطلاقا اسم من أسماء الله ولم يوصف بوصف من أوصاف الله، ولم ينسب له عمل من أعمال الله لكن أقنوم الابن له ذات أسماء الله وصفاته وأعماله.
رابعاً: بينما كان الابن الوحيد على عرشه الإلهي جالساً في مكان العظمة كان الملاك ميخائيل واقفاً أمام الخروف والله محارباً إبليس وملائكته.
فيقول سفر الرؤيا عن أقنوم الابن (رؤيا 5:12) إنه اختطف إلى الله وإلى عرشه مع ملاحظة ما قيل في (رؤيا 3:22) عن العرش إنه «عرش الله والخروف» قيل عن الملاك ميخائيل بعد الاختطاف «وحدثت حرب في السماء، ميخائيل وملائكته حاربوا التنين» (رؤيا 7:12).
فبينما كان الابن الوحيد على عرشه الإلهي جالسا كان الملاك ميخائيل واقفا أمام الخروف والله محاربا إبليس وملائكته. إذا لا يمكن على الإطلاق أن يكون ميخائيل الجندي المحارب هو «ابن الله» الجالس في ذات الوقت مع الله أبيه في عرشه الإلهي.
خامساً : كل الملائكة بما فيهم رؤساؤهم مخلوقون أما الرب يسوع المسيح فهو خالق كل شئ:
1. كل الملائكة بما فيهم رؤساؤهم وميخائيل معهم كلهم مخلوقون ويقال عن مجموعهم «بنو الله» (أيوب 6:1، 1:2، 7:38) ولا يقال عن أحدهم بمفرده «ابن الله، أو الابن الوحيد، أو العجيب، أو الحبيب مما يدل على أنه لا يوجد منهم من يتميز عن الآخر في بنوته.
2. وفي حالة الإشارة إلى واحد منهم يشار إليه كعبد كما قال الملاك ليوحنا الرائي «أنا عبد معك» (رؤيا 10:19) ثم يكشف الوحي لنا أيضا أنهم أرواح بلا أجساد. ففي (عبرانيين 7:1) يرد هذا القول «وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار» وفي عدد 14 من نفس الإصحاح يقول «أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص».
3. أما عن الابن الوحيد فهو أعظم من الملائكة كما جاء عنه في (عبرانيين 2:1) «ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم».
4. الابن ليس مخلوقا لكنه الخالق «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان» (يوحنا3:1) وهو ليس له بداية لكنه أزلي (ميخا 2:5) «مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل».
سادساً: ربنا يسوع المسيح الكلمة الأزلى تنازل آخذا صورة عبد، وعلى هذا الأساس لم يكن عبداً أصلاً بينما الملائكة هم عبيد لله الحي.
+ في (فيلبى 6:2،7) قيل عن المسيح ابن الله هذا القول الخالد «الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد».
+ من المعروف من الكلام السابق أن الملاك أصلا عبد ويقول عن نفسه أنا عبد (رؤيا 10:19) فكيف يقال عن الملاك وهو عبد «آخذا صورة عبد» فهذا دليل على أن الذي قيل عنه آخذا صورة عبد، لم يكن على الإطلاق عبدا . فكيف يقال بعد ذلك عن الابن إنه ملاك؟ نعم إنه ابن الله. الله المتجسد الذي بالتجسد أخذ صورة عبد لله وهو سيد الكون كله.
+ ثم يجب أن نلاحظ أيضا القول «وضع نفسه وأطاع» (فيليبي 8:2) الذي يدل على أنه لم يكن في مركز من يطيع بل من يطاع. أي لم يكن هو عبدا لله يطيع الله بل هو ذات الله، الذي يطيعه العبيد، ولكن حتى يكون هو نفسه مطيعا كان لابد له أن يضع نفسه في مركز العبيد مع أنه السيد العظيم. كقول الرسول بولس عنه «مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به» (عبرانيين 8:5).
سابعاً: العالم العتيد يخضع للابن لا للملائكة ، وعليه لا يمكن أن نقول أن الابن هو ملاك أو رئيس ملائكة:
+ في (عبرانيين 5:2 - 9) إن الآب لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه لملائكة وإنما أخضعه للابن وهذا ما يميزه كل التمييز عن الملائكة لأنه صاحب السيادة من الأزل إلى الأبد تبارك اسمه إلى أبد الآبدين.
ثامنا: رسالة عبرانيين الإصحاح الأول تؤكد أن المسيح ليس ملاكاً أو رئيس ملائكة ولكنه الابن الوحيد الأعظم من كل هؤلاء الذي يتلقى منهم السجود والعبادة.
+ في رسالة العبرانيين الإصحاح الأول يضع الرسول بولس مسوقا من الروح القدس مفارقة بين الابن الوحيد والملائكة. ليبرهن على أن أقنوم الابن قبل تجسده لم يكن ملاكا بل الله نفسه من حيث الأزلية والسجود له حتى من الملائكة إذ يقول ولتسجد له كل ملائكة الله (ع 6:1) فكيف يسجد ملاك لملاك بينما مكتوب في الوصية المقدسة «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى 1:4) ثم من حيث الملك الأبدي الخاص به ع 8، ثم خلقه للخليقة ع 2، 10، ودوامه الأبدي في ع 11، 12.
+ نعم ما أمجده وما أعظمه هذا الشخص العظيم المعلن في كلمته الحية والذي لا يمكن أن يتساوى به أحد. إني أتعجب من شخص يقول لماذا الظلمة حالكة؟؟ بينما الشمس في كبد السماء وفي منتصف النهار ولا يوجد ما يحجب ضوءها، نعم إن السبب واضح فهو أعمى لا يرى النور.
+ هكذا كل من ينكر لاهوت ربنا يسوع المسيح ويجهله فهو يعيش في الظلام ويسلك في الظلمة والظلمة أعمت عينيه ومستعبد تحت سلطان الظلمة ونهايته الظلمة الأبدية ما لم يرجع إلى الرب من قلبه لأنه مكتوب عن الرب أنه «يصنع دينونة على الجميع (جميع الأشرار) ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار» (يهوذا 15).
تاسعاً: إن كان المسيح له المجد رفع مركز المؤمنين به أعلى بما لا يقاس عن الملائكة فكيف يكون هو رئيس ملائكة أو ملاكا ؟!
+ فإن كان الإنسان في مقامه الأول مكتوب عنه في سفر المزامير (4:8،5)، (عبرانيين 6:2) «وضعته قليلا عن الملائكة» لكن بالإيمان بالمسيح والاحتماء في دمه ر فع مقامه جدا فصار «ابنا لله ووارثا له» (رومية 16:8، 17). «الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح».
+ لاحظ ووارثون مع المسيح بصفته «ابن الله» والوارث لكل شيء وهذا ما لم يمكن أن يكون لرئيس ملائكة أو ملاك، ثم إنه لم يذكر إطلاقا عن الملائكة أنهم ورثة الله بل هم خدام الله وعبيد له كما سبق الكلام وليسوا خداما له وحده بل أيضا للمؤمنين في (عبرانيين 14:1) «أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص».
+ فإن كان ابن الله رفع مركز ومقام المؤمنين به فوق الملائكة بما لا يقاس نظير المقارنة بين الأبناء والعبيد، فكيف يتساوى هو أو يكون ملاكا ؟بل مكتوب أيضا عن الأمور التي أعلن لنا عنها «إن الملائكة تشتهى أن تطلع عليها» (1 بطرس12:1).
عاشراً: ما تسببت فيه الخطية من دمار وخراب للإنسانية وانفصالها عن الله؟ هل يستطيع رئيس ملائكة أو ملاك أن يلاشيها؟
+ على سبيل المثال: نحن نعلم من رسالة يوحنا الأولى 4:3 أن الخطية هي التعدي ولذلك قيل في (رومية 1:5) «ونحن أعداء» ولكوننا هكذا، فهل نستطيع أن نقترب إلى الله ونصير أحباء ما لم يتم الصلح معه وهل يمكن أن يتم هذا التصالح ما لم يكن هناك مصالح أو وسيط؟وهل المصالح والوسيط يمكن أن يكون أقل من أحد الطرفين. بالتأكيد لا.
+ وأنت تعلم أن الملائكة خلائق فكيف يتساوى المخلوق مع الخالق، وإن كان لا يتساوى فكيف يصلح أن يكون مصالحا ؟وإن كان لا يصلح فكيف يكون «ابن الله». ملاكا أو رئيس ملائكة ونحن نعلم أن الله قد صالحنا بموت ابنه (رؤيا 10:5) ؟إذا لا يمكن أن يكون ابن الله ملاكا أو رئيس ملائكة بل هو الله ذاته.
+ خطية الإنسان كانت ذنبا عليه أمام الله ولإيجاد حل لتلك المشكلة، به يتمجد الله دون أن يفقد صفة من صفاته كان لا بد من وجود البديل الضامن هو الذي يطالب نيابة عن المضمون ويأخذ كل مسئوليته على نفسه فما يطالب الله به الإنسان يطلب من هذا البديل الضامن وبعبارة أخرى إن عدل الله كان لابد أن يأخذ كل حقوقه التي على الإنسان من هذا البديل الضامن لكي يطلق الإنسان حرا . وهل من الممكن أن يكون هذا البديل الضامن عبدا أي ليس له حرية التصرف في شيء إطلاقا ؟
بالطبع لا، لذلك لا يجوز أن يكون الضامن من الملائكة لأنهم وإن كانوا ليسوا خطاة من نسل آدم إلا أنهم جميعا عبيد لله وليس منهم من هو حر لذاته بل وليس لهم حق التصرف في شيء بل كل شيء يعملونه بأمره والذين منهم من لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الله إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام (يهوذا 6).
+ ثم أيضا نظرا لمحدودية الملائكة مع أن «الدين» نتيجة الخطية ضد الله هو دين غير محدود، كان يلزم أن يكون أيضا وفاء الدين من غير محدود. وهذا ما لا يمكن أن يتوافر في الملاك أو رئيس الملائكة فكيف يكون بعد ذلك ابن الله ملاكا أو رئيس ملائكة؟.
نعم إن الأدلة والبراهين واضحة كوضوح الشمس في منتصف النهار على أن المسيح ابن الله لم يكن رئيسا للملائكة ولا ملاكا ، لكنه هو ذات الله.
حادي عشر: ميخائيل يدفن جسد موسى بينما السيد المسيح يقيم الموتى:
+ من الملاحظ في رسالة يهوذا العدد التاسع أن ميخائيل رئيس الملائكة مكلف من قبل الله لدفن جسد موسى لكنه لا يستطيع أن يحييه. ولم يقرأ في الكتاب أو سمع عن ملاك أو رئيس ملائكة أنه أحيا وأقام ميتا إطلاقا بل هنا في هذه الرسالة: رئيس الملائكة مكلف من قبل الله لدفن جسد موسى.
وفي (لوقا 22:16) نرى الملائكة مكلفين من الله لحمل روح ونفس لعازر بعد موته إلى حضن إبراهيم. هؤلاء هم الملائكة ورئيسهم.
+ أما المسيح «ابن الله» فلم يرسل للدفن أو حمل الأرواح والأنفس، لكن أرسل ليعطى حياة أبدية لذلك يقول عن نفسه «أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل» جاء ليحيى الموتى ويخرجهم من القبور لذلك:
يذكر عنه أنه أقام الموتى بكلمة سواء ابنة يايرس أو الشاب المحمول على الأكتاف أو لعازر الذي كان في القبر بعد أن أنتن. نعم ما أبعد الفارق بين هذا وذاك. أبعد هذا نقول: إن المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل أو ملاك!!!
ثاني عشر : من في السماء يعادل الرب؟ من يشبه الرب بين أبناء الله؟ لا يمكن أن يكونوا الملائكة أو رئيسهم.
+ في (مزمور 6:89، 7) «لأنه من في السماء يعادل الرب. من يشبه الرب بين أبناء الله إله مهوب جدا في مؤامرة القديسين ومخوف عند جميع الذين حوله».
نفهم من هذا أنه لا يمكن أن يشابه الله أو يعادله أحد سواء من بين الملائكة في السماء أو البشر على الأرض. لكن قيل عن الابن الوحيد ربنا يسوع (فيليبي 6:2) «إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله» وقال في (يوحنا18:5) عن نفسه إن الله أبوه معادلا نفسه بالله.
من هذا نستنتج أن أقنوم الابن المعادل لأقنوم الآب ولأقنوم الروح القدس لا يعادله كائن إذ ليس من معادل له حتى بين أبناء الله الذين هم أسمى خلائقه.
+ لذلك نلاحظ تمييز بنوته عن الملائكة أو البشر أو المؤمنين فهم جميعا محدودون.. أما هو فلأنه الله الابن الوحيد غير المحدود فقد قال «وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء (يوحنا13:3) .. وأيضا : «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى 20:28) وقال أيضا «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى 20:18) .
+ لا يمكن للملائكة أن يشتركوا مع الله في الخلق لأن هذا ليس في قدرتهم كخلائق ولا من شأنهم لكن هذا ما قام به الآب والابن والروح القدس. فقيل عن الآب إنه خالق الجميع بيسوع المسيح (أفسس9:3) وعن الابن إنه «الكل به وله قد خلق» (كولوسي 16:1) وعن الروح القدس إنه «روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني» (أيوب 4:33). وهذا سر الجمع في كلمة «نعمل».
+ لا يمكن للملائكة أن يكونوا مشابهين الله في الصورة والشبه لأنهم مخلوقون أما الله فأزلي وهو الخالق لذلك قيل «من يشبه الرب بين أبناء الله» (مزمور 6:89) .
+ إن كان الله قد خلق الملائكة أرواحا (عبرانيين 14:1) والله ذاته روح (يوحنا24:4) لكنه لا يمكن أن ينزل إلى مستواهم لأنه لا يمكن أن يتساوى المخلوق مع الخالق ولا يمكن أن يتساوى العبد مع سيده. ثم لا يمكن للملائكة أن يكونوا في مستوى الله في المعرفة. فكيف بعد ذلك يكون المتكلم معه الله قائلا «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» ملاكا أو رئيس ملائكة. نعم هذا ما يرينا الله الجامع في وحدانية أقانيمه.
+ ويجب أن نلاحظ أن رئيس الملائكة قد خلقه المسيح ابن الله كما هو وارد في (كولوسي 16:1) فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق فالمسيح خالق للعروش والرياسات. فكيف يكون هو ميخائيل أحد الرؤساء الأولين؟!.
المراجع
مجموعة عظات لقداسة البابا شنودة الثالث
يهوه بين الكتاب المقدس والمدعين بأنهم شهود يهوه ، بقلم برسوم ميخائيل، 1986
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.