يا إبنى و إلهى ... تأملات فى علاقة أم بخالقها

العلاقة العجيبة بين الأم و خالقها



تخيل معى يا أخى الحبيب هذه العلاقة الغير عادية بين أم و خالقها...

تخيل معى كيف كانت، و كيف صارت...

تخيل معى قلب أم طفلة ليست سوى إبنة 14 سنة على أقصى تقدير لو إنها خرجت من الهيكل و هى إبنة 12 سنة...

تخيل معى كيف تقوم بمداعبة طفلها و هى تعلم إنه خالقها ...

و كيف تقوم بتوبيخه إن قام بأية أعمال صبيانية، و هى تعلم إنه ديانها...

تخيل معى هذه العلاقة العجيبة بين أم و خالقها.



كثيرون يتساءلون لماذا صبر الله على العالم كل هذه السنين حتى يخلص العالم من نتائج خطية آدم و حواء، و من اللعنة التى اصابت الأرض بسببهما. و الحقيقة إن معلمنا مار بولس الرسول يجيب عن هذا السؤال قائلاً "و لكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة ..." (غل 4: 4).



و السؤال الآن: ما هو ملء الزمان؟ و ما المقصود به؟

إن الآباء الذين تأملوا فى معانى ملء الزمان أجمعوا على إن ملء الزمان هو أن الله ظهر فى الجسد لما وجد تلك المرأة التى تستطيع أن تكون أم لخالقها .. لما وجد تلك التى تعرف إنها أم الله و مع ذلك تقول "هوذا أنا أمة الرب".. لما وجد تلك التى تتحمل الاهانة و تتحمل الكرامة على حد السواء .. من وجد تلك التى لها إيمان قوى يجعلها تصدق كلام الملاك فى أنها تصير أماً بلا زوج لعمانوئيل فيما يوجد فى نفس عصرها رئيس كهنة لا يؤمن بأنه يصير أباً فى شيخوخته و هو الدارس للشريعة و الناموس و الذى يعلم كيف أن إسحق و شمشون كانا إبنا شيخوخة، و هى ليست المرة الأولى.



إن القديسة العذراء مريم أبداً لم تكن تلك العلبة التى أخذنا منها الجوهرة، لأن الجوهرة فى العلبة تكون منفصلة عنها، أما فى حالة القديسة العذراء مريم فقد كانت متصلة بالجنين يسوع المسيح فى رحمها تغذيه من دمائها، و تعطيه الناسوت الكامل من خلايا جسدها. و من بعد ذلك صارت أماً للخالق تعتنى به و هو الذى يعتنى بالكون، و ترضعه من ثدييها و هو مشبع كل حى، و تنظفه و تحممه و تربيه و هو الذى قد جاء لينظفنا من وسخ خطايانا.



كيف تكون تلك العلاقة الغير عادية؟ كيف كانت تخاطبه و هو الطفل الصغير؟ هل كانت تقوم بمداعبته أم بالصلاة له أم بالصلاة من أجله؟ حينما كانت تحمله على كتفيها و تربت عليه ماذا كانت تقول له؟ هل كانت تقول له كلمات الملاعبة و الملاطفة مثل أى أم لطفلها، أم كانت تقول له "يا إبنى و إلهى" كما نصلى فى قطع صلوات الأجبية؟



حينما ذهبت لتختنه كعادة اليهود و بكى الطفل الصغير يسوع كيف كانت تربت عليه و تحتضنه ليكف عن البكاء؟ هل كانت تقول له إن هذه هى الشريعة التى أنت واضعها؟ أم كانت تنسى أنه إلهها و تتعامل معه بعاطفة أمومة خالصة؟

حينما صار السيد المسيح إبن الاثنا عشر عاماً، و ظنت القديسة العذراء مريم و القديس يوسف النجار إنه تاه منهما فى الهيكل و بعد أن وجداه نجدها تخاطبه بصيغة الأم الخالصة متناسية أنه إلهها و تقول "يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا؟!
هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين" (لو 2: 48). هذه الكلمة - معذبين - توضح كيف كانا يجريان من مكان لآخر طالبان الفتى يسوع، و ربما كانت تلطم خديها لأن إبنها تاه منها، و ربما كانت تسأل كل من تجده و هى ملهوفة و دموعها تغرق وجهها على إبنها الذى تاه. إنها الأم أيضاً فى عرس قانا الجليل و التى لاحظت إرتباك أصحاب العرس و رئيس المتكأ حينما فرغ الخمر، و هى التى كانت شاهد عيان على كم هائل من المعجزات فى رحلة الهروب إلى مصر و ما بعدها، فتوجهت بقلب الأم إلى إبنها يسوع تقص عليه المشكلة "ليس لهم خمر"، فما كان من الرب يسوع المسيح أن يجيبها مذكراً إياها أن ما تطلبه خاص بقضية الخلاص و هى من وضع الله فقط ليس لها أن تتدخل فيها. و مع ذلك لعلمها بإبنها و إلهها خاطبت الخدم قائلة "مهما قال لكم فافعلوه" لأنه لم يكن للسيد المسيح معجزات بعد، و لم يكن معروفاً لدى الشعب، فكانت تثق إنه سينقذ الموقف بمعجزة، و خشت أن يسخر الخدم منه أو ألا يصدقوه، فسبقت و أعلمتهم أن يسمعوا لإبنها و إلهها مهما بدا طلبه غربياً.



إن أكثر الروحانيين لما يستطيعا أن يكتبوا لنا عن هذه العلاقة فى هذه الفترة لأنها لا توصف و لا يستطيع أحد أن يصفها أن تكون المخلوقة أماً لخالقها .. و لهذا كان تعبير "ملء الزمان" .. أى أن الله إنتظر هذه السنين الطويلة حتى وجد من تقوم بهذا الدور على الوجه الأكمل لتصير أماً لله.



لا تتعجبوا لأنه مهما ذهب تفكيركم و خيالكم لبعيد لن يصل إلى قطرة من بحر هذه العلاقة العجيبة و الفريدة و الغريبة.



أفلا تستحق القديسة العذراء أم النور مريم أن نطوبها و نكرمها كل هذا التطويب و التكريم لهذه الأسباب؟!

الموضوع رائع
بس المهم نقول حمدا لله على السلامة و لا كفّارة
36_1_35[1].gif



ايوه كده حلوة النقرزة ديه

كان حرمنا من مواضيعه الرائعة

بجد موضوع رائع وفى وقته بالظبط















ميرسى قوى قوى يا everst و هى كفارة فعلاً و لو إن الحبس ما كانش فى السجن .. كنت محبوس فى الشغل مش عارف أفلفص.

و أى خدمة يا تاسونى تيتي إنت تأمرينى بس.





الامر لمن له الامر ياحازم بس بجد انا فرحانة جدا بزوال مشاغلك

وانك بقيت فى وسطنا من جديد















أشكر محبتكم و أشكر تاسونى تيتي اللى فضلت ورايا لحد ما رجعتنى لبيتى وسط عيلتى.






اهلا ومرحبا بك abosefen

وياريت نشوفك باستمرار معنا فى وسط اخوتك فى المسيح

اسمح لى انا مسحت اللنك لانه غير مصرح بوضع لنكات لاى مواقع اخرى

وعلى فكرة اخونا حازم هو هو نفس من وضع الموضوع هناك لان اخونا حازم له نشاط كبير فى منتديات كثيرة

ربنا يعوضه تعب محبته وتعب خدمته












ربنا يبارك حياتك ولكنى لم اظن شىء الا توضيح انه هو نفس الشخص
















موضوع أخر غريب وفى نفس الوقت تأملاته جميلة يادكتورحازم..وفعلا ياأخى من الاشياءاللى لم نتأمل فيها من قبل قولك :

تخيل معى كيف تقوم بمداعبة طفلها و هى تعلم إنه خالقها ...

و كيف تقوم بتوبيخه إن قام بأية أعمال صبيانية، و هى تعلم إنه ديانها...

تخيل معى هذه العلاقة العجيبة بين أم و خالقها.



فعلا ..هل كانت توبخه وهل كانت تضربه كاأى أم اذا أخطأ كإنسان ؟؟ وماهو شعورها حينئذ وهى تعلم انها تعاقب أو توبخ الهها وخالقها !!!! أم أن يسوع نفسه كااله متجسد كان لا يخطئ حتى فى طفولته خاصة أن الكتاب قال عنه وعن لسانه " من منكم يبكتنى على خطية " وكذلك قيل عنه أنه " شابهنا فى كل شئ عدا الخطية وحدها " ؟؟؟؟؟؟؟
الحقيقة جزئية تحتاج الى تأمل والى مناقشة فى نفس الوقت ..فما رأيكم ؟؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010