من أنا؟

سلام الرب لكم :
من أنا؟
صغير لكن جبار، محدش يستغنى عني في الليل ولا النهار
صغير لكن جبار، ممكن اخلق حرب و ممكن أطَفِّي النار
أنا عضو صغير في جسمَك وفي جسمِك، قالوا عني كتير ووعظوا بيَّ كتير وبيظلموني كتير. لكن حقيقي ده مش ذنبي، ده انت زي ما بتسوقني بامشي.
عرفتوا أنا مين؟
طب تعالوا احكموا معايا، شوفوا الرسول يعقوب بيقول إيه عليَّ!

"لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم. لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. إن كان أحدٌ لا يعثر في الكلام فذاك رجلٌ كاملٌ قادرٌ أن يُلجم كل الجسد أيضاً. هوذا الخيل نضع اللُّجم في أفواهها لكي تطاوعنا فندير جسمها كله. هوذا السفن أيضاً و هي عظيمة بهذا المقدار و تسوقها رياح عاصفة تديرها دفة صغيرة جداً إلى حيثما شاء قصد المدير. هكذا اللسان أيضاً هو عضوٌ صغيرٌ و يفتخر متعظماً. هوذا نارٌ قليلةٌ أي وقود تُحرق. فاللسان نارٌ. عالم الإثم. هكذا جُعل في أعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله و يُضرِم دائرة الكون و يُضرَم من جهنم. لأن كل طبعٍ للوحوش و الطيور و الزحافات و البحريات يُذَلَّل و قد تذلَّل للطبع البشري. وأما اللسان فلا يستطيع أحدٌ من الناس أن يُذَلِّله. هو شرٌ لا يُضبط مملوٌ سُمَّاً مميتاً. به نبارك الله الآب و به نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله. من الفم الواحد تخرج بركة و لعنة. لا يصلح يا إخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا. ألَعَل ينبوعاً يُنبع من نفس عينٍ واحدةٍ العذب و المر. هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتوناً أو كرمةٌ تيناً. و لا كذلك ينبوعٌ يصنع ماءً مالحاً و عذباً" (يعقوب 3 : 1 – 12 )

صديقي... صديقتي....
حقاً إن اللسان عضو صغير وخطير. لكن من يحرك الدفة الصغيرة؟ ومن يقود الحصان باللجام؟
هكذا أيضاً اللسان يحركه القلب. يقول السيد المسيح: " من فضلةِ القلب يتكلم الفم" .( مت : 12 : 34 )
فإذا كنا نرعى الحقد والغيرة في قلوبنا، الحسد والخصام، فسينبع كل ما هو فاسق من اللسان.
إذاً فالسر أو العلاج هو أن نُخضع حياتنا بالكامل للرب فتمتلئ قلوبنا بكل صلاح ومحبة، عطف ورحمة، وداعة وصدق. حينئذٍ سينبع كل ماهو طاهر...
"الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يُخرج الصالحات. و الإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور." ( مت 12 : 35 )

يا رب، إني أعلم أن كل سهمٍ يُرمى لايرجع ثانيةً، بل يثبت في مكانه، وإذا خرج فسيخرج بجرحٍ كبير. أعلم أيضاً أني رميت في حياتي سهاماً كثيرة أصابت العديد من الناس، القريب منهم إلى قلبي والغريب عني، و جُرحوا جروحاً عميقة...
آتي إليك الآن تائباً، مصلياً أن تجعل كل سهام قلبي وفمي من الآن ملتهبة بالمحبة لتداوي وتشفي جروح من حولي.
والرب معنا جميعا
`17`
تحفة
سلام ونعمة ليكم :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010