مونولوج

سلام الرب لكم :
شوفوا معايا حوار الاراضى الثلاثة ؛
غضبت الأراضي الثلاثة على الزارع وعلى الأرض الجيدة، فذهبوا إلى الأرض الجيدة يشكونها في مونولوج، هيا بنا نرى ماذا يقولون!

قال الطريق: ماهو ذنبي حتى يذمني الزارع بهذا الشكل؟! إني أخدم الناس ليمشوا فوقي، وطيور السماء عليَّ تجد مكاناً لتطأ أرجلها، فأنا أُداس من أجل الغير، وهذه طبيعتي فكيف يذمني الزارع بهدا الشكل؟

الأرض المحجرة: وأنا ما ذنبي؟! إني أرض محجرة، قد كُوِّنتُ هكذا صلبة، ولي فائدة كبرى فأحجاري وصخوري تحمي الكثيرين، فلماذا يذمنى الزارع هكذا؟!

الأرض الشوكية: إني حزينة جداً، قد ملأني الشوك، وكل من يأتيني ويرى الشوك يبتعد، ومن يُجرح منه يلعنه ولايأتي لزيارتي ثانية، وكل نبتة فيَّ تختنق وتموت، ولكن ما ذنبي، فهذه طبيعتي ولماذا يذمني الزارع هكذا؟!

الأرض الجيدة بكل تواضع: أنا لست أفضل منكم ليمدحني الزارع، ولا أمتاز عنكم شيئاً، أنا كنت مثلكم تماماً مليئة بالصخور ليس فيَّ رطوبة، لاتجد البذور فيَّ عمقاً لتنمو، كنت أرضاً مفتوحة لكل عابر سبيل يدوسني ويلقي فيها ما يريد، ولكل طيرٍ يخطو عليَّ ويخطف الحلو من البذور التي تقع فيَّ، ولن تصدقوني إن قلت لكم أني كنت أرعى كثير من الشوك بتربتي فأختنق وتختنق معي كل نبتة تحاول أن تنمو فيَّ...
لكن الفرق بيني وبينكم أني عندما وجدت المالك الأمين وتيقنت من أمانته، أَبَيْت أن أبقى كما أنا، فسمحت لذلك الزارع أن ينقيني وينظفني، أي يمتلكني لأنه مالك أمين ليس كالباقين.
بدأ يرويني حتى ذابت صلابتي وأصبحت لينة، إن الصخر يحمي حقاً ولكن أحياناً يميت بجموده من حوله.
وضع حولي سوراً ليحميني من أقدام العابرين ومما يلقونه عليَّ، وغرس فيَّ البذار كي لاتقدر الطيور أن تخطفها مني.
نزع شوكي لينقيني وينعشني فأتنفس فجُرح من أجلي.
وأخيراً أصبحت كما ترون الآن، أرضاً نقية جيدة تجد البذور فيها عمقاً فتنمو وتأتي بثمر يفرح به قلب الزارع الذي تعب في زرعه داخلي، كما يفرح به كل من حولي، كل من يأتيني ليتناوله ويذوقه ويجلس تحت ظل أشجاري، لهؤلاء فقط أسمح أن أُداس...
لم يحدث كل ذلك بسهولة وبدون تعبٍ، فقد تَطَلَب وقتاً وصبراً واحتمالاً، ولكني كنت طيِّعة في يد مالكي، لذا مدحني ورأى فيَّ نتيجة حبه وتعبه وبَذْل ذاته لأجلي...
والرب يكون معنا
آمين
تحليل جميل جداً
سلام ونعمة ليكم :
موضوع جميل جدا


رائعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010