تاريخ المسيحية بالوادى الجديد ..... الواحات



تاريخ المسيحية بالوادى الجديد ..... الواحات

==============================


أولاً )
الواحات تقع في جنوب الصحراء الغربية وهي تمثل أكثر من 37 % من مساحة مصر ، وكانت معروفة منذ القديم بآثارها التي ترجع إلى الأسرة الخامسة من عصر الدولة القديمة وكان يطلق عليها ( أوتو ) ، وتعني مكان التحنيط . وذلك لجفاف جوها ومناسبته للتحنيط .



---------------------------------------------

ثانياً ) دخلت المسيحية الواحات في نفس دخولها مصر ، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن القديس مرقس الرسول دخل مصر عن طريق الواحات ( هذا كما ذكر في بعض المراجع ونذكر منها تفسير إنجيل مرقس الرسول لأبونا القمص تادرس يعقوب ملطي في مقدمة الكتاب ) ، كما يذكر السنكسار بتاريخ 1 توت تذكار شهادة القديس برثلماؤس الرسول الذي كانت قرعته أن يمضي إلى الواحات ، وأيضاً تحت تاريخ 19 هاتور تذكار بشارة القديس برثلماؤس الرسول للواحات .



---------------------------------------------


استشهاد مارمرقس الرسول اول باباوات الاسكندرية

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 م استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية وأول باباوات الإسكندرية وأحد السبعين رسولا كان اسمه أولا يوحنا كما يقول الكتاب : أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12 : 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه : " أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له . المعلم يقول وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (مت 26 : 18) " ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح وفي عليته حل عليهم الروح القدس

ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم . إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض ، فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح . ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطو بولس فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا ومنه درس التعاليم المسيحية .

وحدث أن أرسطو بولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران فخاف أبوه وأيقن بالهلاك ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه ولكن مرقس طمأنه قائلا لا تخف يا أبي فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما . ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا " السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل " فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد .

وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية حيث تركهما وعاد إلى أورشليم وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص .

وبعد نياحة برنابا ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية . ونادي في تلك الجهات بالإنجيل فآمن علي يده أكثر أهلها . ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 م وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي أسمه إنيانوس ، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية " اس ثيؤس " ( يا الله الواحد ) فقال له القديس مرقس : " هل تعرفون الله ؟ " فقال " لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه " . فتفل علي التراب ووضع علي الجرح فشفي للحال ، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس .

ولما كثر المؤمنون باسم المسيح وسمع أهل المدينة بهذا الآمر جدوا في طلبه لقتله . فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة .

وعاد إلى الإسكندرية فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا ( دار البقر ) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 م وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس ، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون " جروا الثور في دار البقر " فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس وفي المساء أودعوه السجن فظهر له ملاك الرب وقال له " افرح يا مرقس عبد الإله ، هودا اسمك قد كتب في سفر الحياة وقد حسبت ضمن جماعة القديسين " وتواري عنه الملاك ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام فابتهجت نفسه وتهللت " .

وفي اليوم التالي ( 30 برمودة ) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين . وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة .

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين


---------------------------------------------


+ يذكر سنكسار اليوم الأول من شهر توت المبارك تذكار نياحة القديس برثلوماوس الرسول:

وفيه أيضاً نياحة القديس برثلوماوس الرسول أحد التلاميذ الاثني عشر. هذا الرسول كانت قرعته أن يمضي إلي الواحات فمضي إلي هناك وبشر أهلها ودعاهم إلي معرفة الله، بعد أن أظهر لهم من الآيات والعجائب الباهرة ما أذهل عقولهم. وكان قد دخل المدينة إذ قد باعه بطرس كعبد وصار يعمل في كرم أحد الأغنياء. وكان كلما هيأ أغصان الكرم تثمر لوقتها. وحدث أنه مات ابن شيخ البلد فأقامه الرسول من بين الأموات فآمنوا كلهم وثبتهم علي معرفة الله ثم أمره السيد المسيح له المجد أن يمضي إلي بلاد البربر. وسير إليه أندراوس تلميذه لمساعدته وكان أهل تلك المدينة أشراراً فلم يقبلوا منهما آية ولا أعجوبة.ولم يزالا في تبشيرهم وتعليمهم حتي قبلوا الإيمان وأطاعوا ودخلوا في دين المسيح فأقاما لهم كهنة ونيا لهم كنائس وانصرفا من عندهم ، فمضي برثلوماوس إلي البلاد التي علي شاطئ البحر الأبيض إلي قوم لا يعرفون الله فنادي فيهم وردهم إلي معرفة الله والإيمان بالسيد المسيح وعلمهم أن يعملوا أعمالاً تليق بالمسيحية وكان يأمرهم بالطهارة والعفاف. فسمع به أغرباس الملك فحنق عليه وأمر أن يضعوه في كيس شعر ويملأوه رملاً ويطرحونه في البحر، ففعلوا به ذلك فكمل جهاده وسعيه.

صلاته وبركاته المقدسة تكون معنا

آمين

----------------------------------------

سنكسار 19 هاتور

+ يذكر سنكسار اليوم التاسع عشر من شهر هاتور المبارك تذكار بشارة القديس برثلوماوس الرسول:

وفي هذا اليوم أيضاً تذكار بشارة القديس برثلوماوس أحد الاثني عشر رسولاً في الواحات حيث رد أهلها إلي معرفة السيد المسيح.

صلاته وبركاته المقدسة تكون معنا

ولربنا المجد دائمأ أبدياً

آمين


-------------------------------------

وتذكر المصادر التاريخية أن الواحات كان بها إيبراشيتان واحدة في الواحات البحرية المسماه ( بهنسي ) وأخرى في الواحات الخارجة المعروفة ( إبصاي ) ، وذكرت مخطوطات عمل الميرون المقدس بعض أسماء أساقفة الواحات كان آخرهم هو *( الأنبا إيساك ) أسقف الواحات وكان هذا آخر إسم ذكر كأسقف للواحات 1346 م ، وبعدها إندثرت المسيحية من الواحات لأسباب كثيرة .



تاريخ الكراسى الاسقفية بالواحات

*إنتشرت المسيحية في الواحات بسرعة وزاد عدد الرهبان نظراً للطبيعة الجغرافية للمنطقة ونظراً لأنها الأمتداد الطبيعي لأسقيط مكاريوس ، وأورد البعض أن تعداد سكان الواحات كان يتراوح بين مليون وثمانية ملايين نسمة من المسيحيين مما تطلب ذلك وجود أباء أساقفة للرعاية وتذكر بعض مصادر التاريخ أن البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرين ( 296 - 373 م ) قد قام بسيامة مائة أسقف منهم أسقفان على الواحات ، كما ذكرت بعض المصادر بعض أسماء أساقفة الواحات منهم : ـ

1 ) أنبا بقطر ( في حبرية البابا ميخائيل البابا 46 )

2 ) أنبا قزمان وانبا بفام كانا أسقفين على الواحات ( في حبرية كل من أنبا خرستوذولوس البابا 66 ، والبابا كيرلس الثاني البابا 67 ) ، وذكر أنهم لم يستطيعا مرافقة البابا كيرلس عند مقابلته أمير الجيوش بدر الدين الجمالي سنة 1086 م في أيام خلافة المستعلي ، وذلك لمرضهما ) .

3 ) أنبا بطرس أسقف الواحات والأشمونين ( والذي حضر طبخ الميرون مرتين 1299 ، 1305 م ، في حبرية البابا يوأنس الثامن البابا 80 ) .

4 ) قام البابا كيرلس الثالث المعروف بإبن لقلق 1226 م وهو البابا 75 بسيامة أسقف على الواحات .

5 ) أنبا إيساك أسقف الواح ( حضر عمل الميرون 1346 في حبرية البابا مرقس الرابع البابا 84 وهو آخر أسقف أمكن معرفته وبعدها لم يرد أي ذكر لأساقفة على الواحات ) .

ملاحظة : ـ من المعروف تاريخياً أن إنتهاء المسيحية في الواحات تزامن مع إنتهاءها في بلاد النوبة ويتزامن مع خراب الأسقيط الذي إستمر 176 سنة بين 1348 ، 1524 م .

ويذكر إبن حوقل في كتابه " صدرة الأرض " في نهاية القرن العاشر أن بجميع الواحات بيع " كنائس " قديمة لا زالت معمورة لأن البلد كان نصرانيا في الأصل .

--------------------

وكان لطبيعة وجغرافية المنطقة أثر كبير في إنتشار الرهبنة والكنائس والأديرة التي كانت تبنى من الطوب اللبن ومازالت توجد بالخارجة والداخلة بقايا آثارها شاهدة على عظمة ألأجداد ، وكانت الواحات قديما تعتبر منفى للكثيرين المتمسكين بالإيمان وتقول بعض المصادر التاريخية أن القديس أثناسيوس الرسولي قد نفي في إحدى المرات ومعه خمسة آبآء أساقفة إلى الواحات ولصعوبة الطريق ومشقته حملوا معهم أكفانهم . وسوف نوالي سرد أهم الأماكن الأثريةالمسيحية بالواحات .

مدينة البجوات وتقع في الشمال الغربي من مدينة الخارجة وعلى بعد حوالي 3 كم ، وتحوي ( 263 ) مزاراً بعضها عليه أقدم الرسوم الحائطية المعروفة ( بالفريسك ) في العالم ، لمواضيع من الكتاب المقدس . وتحوي عدة كنائس صغيرة :ـ

دير الملاك غبريال - دير الكاشف - دير غربي هيبس - دير عين سعف .

نصوص جبل الطير التي كتبها رهبان متوحدين كانوا يسكنون الواحات .

كنيسة شمس الدين شمال واحة باريس - كنيسة بجوار معبد دوش بواحة باريس .

دير الأب متى - أديرة إسمنت الخراب ، بالقرب من واحة الداخلة .

وكل هذه الأماكن وغيرها مما سوف نتكلم عنها بالتفصيل في سرد الأماكن الأثرية بالواحات بالحق تستحق الزيارة لما فيها من جمال العمارة القبطية القديمة ولما فيها من عبيق الأباء القديسين .

----------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010