قنبلة موقوتة فى الجامعة إسمها زواج عرفى

مقال نشر فى باب بريد الأهرام بتاريخ 25/11/2005


الزواج الحرام
==========



سيدي ها أنا ذا مثلت بين أيديكم لا لمحاكمتي كمتهمة‏..‏ بل لتنفيذ الحكم مباشرة‏..‏ فهذا أقل الإيمان كي تبرد نار صدري بعض الشيء‏..‏ ولكن أرجو منكم جميعا تغليظ الحكم بالتنفيذ لا لرغبة مني في الانتقام من نفسي‏..‏ ولكن للتكفير عن بعض الجرم الذي أعانيه في خلجات نفسي الأمارة بالسوء‏.‏

فأنا سيدة قد قاربت علي الأربعين خريفا‏..‏ أعمل بإحدي الشركات السياحية الكبري‏,‏ متزوجة ولدي طفلان‏..‏ عشت حياة مستقرة نوعا ما‏...‏ حتي جاء ذلك اليوم المشئوم الذي ألحت علي فيه صديقة حميمة بأن نكمل المشوار الدراسي ـ الذي لم نكن قد اكملناه حين أكتفينا بالمرحلة فوق المتوسطة ـ من خلال الجامعات المفتوحة‏..‏ وما أدراك ياسيدي ماهي حياة الجامعات‏..‏ ساعتها فكرت جيدا في الاستجابة لإغراءاتها لا رغبة مني في تحسين دخلي المادي فحسب‏..‏ بل لوضع حد للنظرة الدونية التي كنت ألقاها من زوجي مرارا كل يوم لفارق المستوي التعليمي الشاسع بيننا‏..‏

ولا أخفيك سرا سيدي بأن هذه الفكرة قابلها زوجي بالرفض الشديد‏..‏ ربما لما قد يتكلفه من نفقات إضافية‏..‏ وربما ليظل متربعا علي عرش الزعامة الأسرية التعليمية وربما للاثنين معا‏...‏ وبذلت جهدا كبيرا للضغط عليه حتي تمت الموافقة‏..‏ إلي هنا لا توجد المشكلة‏..‏ المشكلة بدأت عندما قابلته‏..‏ شاب وسيم يلفت اليه أنظار كل من يراه‏..‏ طلبت مساعدته في الدراسة‏..‏ قابل طلبي ـ برغم خجله ـ بالموافقة‏,‏ وأصبحنا نتعاون فيما يخص الدراسة في ذلك الوقت‏..‏ مرت الأيام التي ليست بالقليلة وتوطدت العلاقة حتي صرنا تحت مسمي المساعدة نتقابل مرتين أسبوعيا‏..‏ شعرت بالأمان والحنان معه برغم فارق السن بيننا فهو يصغرني بعشر سنوات‏..‏ وربما بهره جمالي الأخاذ الذي لم تغيره الأيام إلا يسيرا ـ هكذا سولت لي نفسي ـ ربما‏,‏ المهم زادت الفجوة بيني وبين زوجي الذي لا يزال ينظر نفس نظراته الجارحة‏..‏ وقلت معها الفوارق بيني وبين ذلك الشاب‏..‏ حتي صارحني في يوم مشرق بحبه وبحاجته لي حيث كان يعاني من تجربة عاطفية فاشلة خرج للتو منها أفقدته اتزانه وصوابه في اتخاذ القرار‏...‏ لم أتردد في توثيق العلاقة شيئا فشيئا حتي استجاب زوجي بعد إلحاح لطلب الطلاق وترك لنا
المنزل وسافر متعاقدا لإحدي دول الخليج‏,‏ ساعتها أحسست بأن طوقا حديديا تحطم من حول عنقي قفزت فرحة منتصرة‏..‏ فبعد سنوات أكمل دراستي الجامعية وتنتهي بذلك المصيبتان‏...‏

شعرت بأنني في فراغ عاطفي جارف وبتيار غريب يملؤه ذلك الشاب الذي وعدني بإتمام عزمه علي الزواج مني‏..‏ صدقته فورا‏,‏ وبالفعل قبلت الزواج منه عرفيا علي أن نتزوج رسميا بعد فترة يكون هو قد استعد ماديا لها وأنا لمواجهة أهلي وأطفالي‏.‏

وافقت علي أن يظل زواجنا عرفيا مؤقتا وليس إلي الأبد بالطبع‏..‏ ووجدته يغمرني بحبه وحنانه وعطفه مما عوضني عن كل ما أصابني مع زوجي السابق‏.‏

حتي جاء اليوم الذي طلب مني أن أترك شقتي وأنتقل للإقامة معه في بيته المتواضع الذي يقيم فيه وحده‏..‏ بحجة أن أقاربه سيزورونه قريبا ليمكثوا أسبوعا علي الأكثر معنا وبرغم أن أولادي الذين كان أكبرهم في عمر خمسة عشر عاما لم يتقبلوا أمر سفري المفاجيء لمأمورية عمل إلا أنهم رضخوا في النهاية ليستقر بهم الحال عند والدتي التي لم تعد هي الأخري تجد مبررا لكل ما يجري لي منذ فراقي عن زوجي بحجة انشغالي بعملي وبدراستي‏...‏

مرت الأيام حتي منتصف الزيارة بسلام وأنا معه في شقته الخاصة لأفاجأ أثناء تقليبي دون قصد في أوراقه بعشرات من صور شهادات زواج عرفي وجميعها لزملائنا في الجامعة‏..‏ صرخت في وجهه بمجرد عودته منهكا طالبة الاستفسار‏...‏ وبرغم هروبه من الإجابة مرة بأن هذه أمور لا تخصني ومرة بأنه وجد هذه الأوراق في أرشيف المكتبة بالجامعة‏..‏ إلا أنه في نهاية المطاف صارحني بأن الذين يزورنه في شقته ليسوا أقاربه كما ادعي‏..‏ بل هي سلسلة طويلة وحلقة في مسلسل دنيء كان يقوم ببطولته فيؤجر شقته مفروشة لطالبي المتعة الحرام المسماة بالزواج العرفي لا لرغبة منهم في تشويه الحقائق بتغير الاسم‏..‏ بل للفرار من عذاب ووخز ضمائرهم بعد تحريم أهل العلم لهذا النوع من الزواج‏.‏

صدمت‏..‏ صعقت من نذالة زوجي‏..‏ أبعد كل هذه التضحية أكون حلقة أنا الأخري في تلك الشبكة‏.‏ لقد صرخ في وجهي قائلا إنه لا يملك مصدر دخل غيرها لأن معظم رواده من شباب الجامعات يأتون ليوفر لهم مكانا مناسبا مرة أو مرتين في الأسبوع لممارسة العلاقة المحرمة المسماة بالزوجية وقال إن هذا ليس عيبا وأن عددهم زاد علي الألف بقليل حتي الآن فهل يترك هذه الفرصة من أجل غضبي‏..‏ طلبت منه الطلاق الفوري غير أنه رفض متعللا بأنه يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني‏..‏ وأقسم لك سيدي أنه برغم أفعاله هذه إلا أنني مازلت أحبه ولا أستطيع أيضا البعد عنه‏..‏
الآن و قد قرأتم هذه المصيبة و نظراً لعدم دراستى بالجامعات المصرية فأرجو ممن خاضوا هذه التجربة التعليق على هذا الموضوع، و كذا توجيه كلمة للشباب المسيحيى و الشابات المسيحيات الجامعيين و الجامعيات.
القنبلة لم تعد موقوتة و انما انفجرت منذ سنوات و لكن تدميرها و اثارها السلبية لا تظهر بوضوح إلا فى حالة اللجوء إلى القضاء و مثل هذا يتم عندما يسفر الزواج المحرم عن طفل يرفض ابيه نسبه إليه و لكن الفئة الكبرى و التى لا نعرف عنها شيئا تتم و يفسخون مثل هذه العقود بتمزيقها و لا يعرف الاهل عادة شئ عنها و ربما يعرفون بالصدفة عندما ( تحمل جنينا و لم تستطع التخلص منه ) و عادة يعالج الاهل مثل هذه الامور بالتكتم الشديد و عدم الافصاح عنها .
و لن نستطيع ان نقول ان الامر شائك و لا يناقش فان كل وسائل الاعلام تناولت الموضوع باستفاضة و لكن تجد ندوة طويلة بها شخصيات علمية و اخرى دينية و مجموعة من الشباب و الشابات و يظلون يتحدثون لساعات و لا يصلون لشئ فان الامر غير مقبول اجتماعيا و لكنه ليس حراما و بامكانك ان تضع ماشئت من الخطوط تحت هذه الكلمة و بالتالى فان اى شاب و شابة على علاقة غير شرعية و يريدون اعطائها الصبغة الشرعية فانهم يكتبون تلك الورقة بل ان الامر وصل إلى إلى ان بعض المحامين وضعوا صيغة معينة و يذهب اليه الطلبة ليتزوجوا بهذه الطريقة نظير مبلغ يحدده كل محامى و ذلك طبعا حسب تقديره للمستوى المادى لطالبين تلك المتعة أغنياء أم فقراء.
لكن ما افزعنى هو ما سمعته يوما من طالبة جامعية ان مثل هذه الامور- لن استخدم كلمة زواج فهذا ليس زواجا - تحدث بين الشباب المسيحى و لم تتاح لى الفرصة لأتاكد .
و رجاء من الاخوة المشاركين إن كان بينهم خدام شباب فيكتبوا لنا ان كانت قد قابلتهم مثل هذه المشاكل مع مخدوميهم و كيف عالجوها .
آسفة للإطالة
لقد أصبت لب المشكلة.
فأنا أتكلم - و إن لم أفصح - عن أنى عرفت من شخص أثق فيه أن هذا النوع من الزواج يحدث بين الشباب المسيحي أيضاً. فأن كان الزواج العرفى متعارف عليه و محلل عند الاخوة المسلمين، فالمسيحية لا تعرف إطلاقاً هذا النوع من الزواج. فإن لم يتم الزواج فى الكنيسة و بصلاة الأب الكاهن، و حلول الروح القدس فى سر الزيجة على الزوجين فأى علاقة أخرى هى علاقة زنا كامل (و لن نبحث لها عن أى مسميات أخرى).
لذلك فأنا أضم صوتى إلى صوت everest_h لكى نتكلم فى هذا الموضوع صراحة عن حدوث مثل هذا الأمر الشنيع بين الشباب المسيحي.
أنا لن أقول أن البطالة هى السبب فى هذه المشكلة لأننا بصدد مناقشة مشكلة تحدث بين الشباب الجامعى - أى من لم يبحثوا عن عمل بعد و ما زالوا مسئولين من أولياء أمورهم. فدعونا من تلك الحجة الواهية لأنها ليست السبب.
هو يا ترى مافيش خدام شباب فى المنتدى
و لا ما فيش شباب
الظاهر كده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010