[right]
الست ام مراد صديقة الملايكة
===============================
عاشت هذه البارة بيننا سنين كثيرة
وعرفناها عن قرب فكانت بالحقيقة أيقونة
جميلة لحلاوة العشرة مع الله، فقد جمعت إلى
الست ام مراد صديقة الملايكة
===============================
عاشت هذه البارة بيننا سنين كثيرة
وعرفناها عن قرب فكانت بالحقيقة أيقونة
جميلة لحلاوة العشرة مع الله، فقد جمعت إلى
جانب البساطة التي للأطفال الصغار، الإيمان
العميق الواثق في الله. وقد حباها الله دالة
عجيبة لدى القديسين، ولا سيما رئيس جند
الرب الملاك ميخائيل. فقد تعلقت به منذ
صباها وظلت علاقتها الإيمانية به تزداد
وتنمو خبرتها مع الأيام ومع توالي الأحداث
في حياتها. وقد كانت تثق ثقة فائقة في أنه
إذا ما طلبت إليه أو تشفعت به، فإن طلبتها
إذا ما طلبت إليه أو تشفعت به، فإن طلبتها
لابد أن ُتجاب وأنها ستنال ما سألته مهما كان
يبدو بعيد المنال.
كنا يومها نصلي القداس الإلهي في
كنيستنا الحبيبة كنيسة مارجرجس باسبورتنج
بالاسكندرية - أبونا بيشوى كامل وأنا
(القمص لوقا سيداروس) ، كان ذلك حوالي
سنة ١٩٦٩ . وبعد نهاية القداس، جاءتني هذه
السيدة، بسيطة في مظهرها وهي كما
عرفتني بنفسها أرملة، وأم لثلاثة شبان
كانت تقيم من قبل في بني سويف قبل أن
يتوفى رجلها
يتوفى رجلها
ويومها جلست تحدثني عن رغبتها
في بناء كنيسة على اسم رئيس الملائكة
الجليل ميخائيل. وللحق أقول إن يومها ما
في بناء كنيسة على اسم رئيس الملائكة
الجليل ميخائيل. وللحق أقول إن يومها ما
أخذت الكلام مأخذ الجد، لأن السيدة التي
كانت تحدثني امرأة فقيرة، ليست من الأغنياء
وبناء كنيسة يحتاج إلى كثير من المال،
وبناء كنيسة يحتاج إلى كثير من المال،
والكثير جدا غير ما يقابل هذا الأمر من
عقبات وعقبات. لذلك كنت استمع إليها مجرد
الاستماع، ثم إذا بها ُتخرج لفة قماش
مصرورة وتقدمها لي وتقول : "خذ هذه
الخمسين جنيها وابن لي بها كنيسة على اسم
الخمسين جنيها وابن لي بها كنيسة على اسم
الملاك". فقلت لها : "يا سيدتي إن خمسين
جنيها لا تكفي لشراء رخام للمذبح (في ذلك
الوقت) ونحن نبني الآن كنيسة على اسم
القديس تكلا هيمانوت الحبشي بالإبراهيمية،
وهو صديق للملاك ميخائيل، فممكن توجيه
وهو صديق للملاك ميخائيل، فممكن توجيه
هذا المبلغ لبناء مذبح بالكنيسة باسم الملاك
ميخائيل وهذا يوفي الغرض. أما بناء كنيسة
فهذا أمر مستحيل!" كان كلامي يبدو غير
مريح للسيدة الجالسة إلى جواري، وإذا بها
مريح للسيدة الجالسة إلى جواري، وإذا بها
تسترد صرة النقود من يدي وتقول: "هات،
إنت معندكش إيمان؟" قلت لها : "إيمان
بماذا؟" قالت: "إيمان بأن ربنا ممكن يعمل بالقليل
وبدأت تقص لي عجائب الملاك
ميخائيل معها، حتى قالت : "اطلب من[/
السماء حاجة، صدقني أحضرها لك أوعى ما
تصدقش، ده أنا الملاك عمل معايا حاجات
كثيرة. خللي الفلوس عندك، ولما تبان
تصدقش، ده أنا الملاك عمل معايا حاجات
كثيرة. خللي الفلوس عندك، ولما تبان
الكنيسة، اجعل الفلوس دي خميرة للبركة
وهتتبني الكنيسة. أنا عمري ما طلبت حاجة
وهتتبني الكنيسة. أنا عمري ما طلبت حاجة
ولم آخدها".
تعجبت من هذه السيدة، وذهبت
لأبينا بيشوى، وحكيت له حكاية هذه السيدة،
فقال لى: "حسب إيمانها يكون لها، احفظ هذه
فقال لى: "حسب إيمانها يكون لها، احفظ هذه
الوديعة عندك وانتظر ونشوف ربنا يعمل
ايه." وقد كان! والعجيب إنه لم يمض أسبوع
حتى جاء إلى الكنيسة رجل وقور، جاوز
الستين من عمره، كان يعمل مفتشا للغة
حتى جاء إلى الكنيسة رجل وقور، جاوز
الستين من عمره، كان يعمل مفتشا للغة
الإنجليزية، هو وزوجته، ولم يكن لهما أولاد
وكان يسكن في فيلا يملكها في منطقة
مصطفى باشا، ولم يكن لنا سابق
معرفة بالرجل. وطلب أن يجلسمعنا، وقد تصادف وجود أبونا
بيشوى وأنا بالكنيسة، وعندما
جلسنا قال الرجل إن الفيلا التي يملكها يريد
جلسنا قال الرجل إن الفيلا التي يملكها يريد
أن يتنازل عنها للكنيسة، لأنه ليس له أولاد
من بعده وهو في غنى أن يكون له مقتنيات
في الأرض
في الأرض
قال له أبونا بيشوى: "واحنا نعمل
إيه بالفيلا؟" فقال الرجل :"اعملها كنيسة" فقال
أبونا: "دعنا نصلي ونطلب إرشاد الله في هذا
أبونا: "دعنا نصلي ونطلب إرشاد الله في هذا
الأمر." وبعد أيام ذهبنا لزيارة الأستاذ
ميخائيل مفتش اللغة الانجليزية في الفيلا في
ميخائيل مفتش اللغة الانجليزية في الفيلا في
مصطفى باشا، فيلا صغيرة في شارع
ضيق... المنطقة مقطوعة، ليس فيها حركة
ولا أنوار في الليل... يخاف الإنسان أن
يسير فيها، والمنطقة ليست منطقة مزدحمة
بالسكان وعدد المسيحيين محدود... فهل
بالسكان وعدد المسيحيين محدود... فهل
تصلح أن تكون كنيسة؟ كنا نصلي ونضع
الأمر أمام الله وكان المتنيح البابا كيرلس
السادس موجودا بالإسكندرية، فذهبنا إليه
وعرضنا عليه الأمر، فقال قداسته: "بكره
الدنيا تتغير، وتبقى كنيسة كويسة، روحوا
خلوه يعمل التنازل." وفي اليوم التالى كان
الأستاذ ميخائيل يوقع على التنازل
بالبطريركية، وكتب أنه يتنازل عن ملكية
الفيلا للبطريركية لإقامة كنيسة باسم رئيس
الفيلا للبطريركية لإقامة كنيسة باسم رئيس
الملائكة ميخائيل وفي حالة عدم بناء الكنيسة
ترجع إليه الملكية. يومها قال لي
أبونا بيشوى: "فين الخمسين جنيه
بتاعة الست صاحبة الملاك
ميخائيل؟" فأحضرتها، ودفعتها
للمقاول لبداية العمل في هدم الفيلا، وإقامة
مبنى بسيط لكنيسة الملاك ميخائيل في
مصطفى باشا. وفيما كان العمال يحفرون
الأساسات، إذا بهم يجدون قطعة من حجر
جيري برسم قربانة مملوء صلبانا، فعلمنا بما
لا يدع مكانًا للشك أن العمل من البداية هو
عمل إلهي، وأيقنت لساعتها أن رغبة الست
أم مراد" أن تبني كنيسة كانت تحركها يد
خفية، وأن الله يتكلم في قلب مختاريه ويحركهم لعمل مسرته
[/right]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.