مريم الباكية...الضاحكة
================
بقلم:القمص ساويرس القمص جرجس
كاهن كنيسة الشهيد أبو قسطور- بردنوها- مطاي
============================
أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي (يو20:11) فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب (يو20:18) مريم المجدلية هي التي أخرج منها السيد المسيح سبعة شياطين (لو8:2) وهي كانت مع بعض النساء اللواتي كن يخدمن يسوع وقد كرست حياتها لمخلصها.وهي من بلدة مجدل الواقعة غرب بحر الجليل عند المدخل الجنوبي لسهل جنيسارت.ويقال أن مجدل تعني الحصن.ولكن آخرين يرجحون أن الكلمة مأخوذة من جدائل الشعر نسبة إلي جمال موقعها وجمال سيداتها المجدولات الشعر.ومريم المجدلية امرأة غنية كانت تمد المسيح مع أخريات بما كان يحتاج إليه من مال.
معلمنا القديس لوقا ذكرها في مقدمة النساء مثل يونا زوجة خوري وكيل هيرودس.وسوسنة وسائر النساء الأخريات.
وقد كانت شديدة الحساسية ملتهبة الشعور يقظة العاطفة مما جعلها أكثر استجابة للقلب قبل العقل.لقد تابعت المجدلية المسيح في المحاكمة وعند الصليب ودخوله القبر.أنها قضت الليل كله حتي صباح اليوم التالي وكانت أسبق الجميع إلي القبر بل كانت في اليوم الثاني بين أورشليم والقبر ذهابا وإيابا لا تعرف الاستقرار بينما لم يحدث ذلك مع تلاميذ يسوع.أنها تستحق أن تفوز بالظهور الأول للرب عقب القيامة (مر16:9).
ولكن:ما الذي أبكاها؟؟؟
لقد بكت المجدلية وسكبت عند القبر دموع المحبة الحزينة بسبب جهلها بحقيقة القيامة لذلك قالت لبطرس ويوحنا بنبرة حزينة:أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه (يو20:2) حتي حينما رأت المسيح المقام من بين الأمواتَ لم تعرفه ولما قالت هذا التفتت إلي الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع (يو20:14).
وحينما سمعت صوته ظنت أنه البستاني فقالت له:يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه (يو20:15) لأن قبر السيد المسيح كان في بستان فكان من الطبيعي أن تتوقع مريم وجود البستاني هناك فقالت له:يا سيد إن كنت أنت قاصدة بكلمة أنت دون أي أحد من الأعداء قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه ومازالت مستمرة في البكاء رغم إنها امرأة ضعيفة لكنها من شدة حزنها وولائها وبكاها الشديد علي المخلص كانت علي استعداد أن ترفع جثة من موضعها.ليس بغريب علي مريم أن تفعل كل هذا.أن تقوم باكرا وتذهب ناحية القبر وعند باب القبر تقف باكية ثم باكية منحنية وفيما هي تبكي انحنت إلي القبر (يو20:11) متطلعه إلي الداخل عل وعسي تجد من تحبه نفسها.ليس بغريب أن تفعل كل هذا لأنها هي التي اخرج منها الرب سبعة شياطين.فثقل الدين الذي عليها تجاه الرب يقابله ثقل في المسئولية والحب.
ما الذي حول بكاءها إلي فرح
فرحت حينما عرفته بعد جهل:قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك وقالت ربوني الذي تفسيره يا معلم (يو20:16).
حينما عرفت المجدلية أن الذي يكلمها هو يسوع الذي تبحث عنه وتبكي عليه تحول بكاء المجدلية إلي فرح ويأسها إلي رجاء:أخبرت التلاميذ إنها رأت الرب وأنه قال لها هذا (يو20:18) هذه أول بشري في تاريخ كنيسة العهد الجديد وهي البشارة الدائمة التي ينبغي أن ينادي بها كل فرد (قد رأيت الرب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.