رسالة عيد القيامة المجيد
==============
للأنبا دوماديوس مطران الجيزة وتوابعها
=======================
لم تكن القيامة حدثا عابرا ظهر فجأة واختفي.لأن للقيامة إشارات ورموزا من آلاف السنين.. كانت القيامة حجر الزاوية, المعلن في تعاليم السيد المسيح له المجد.لم تمر مناسبة إلا وكان يعلن فيها عن صلبه وموته وقيامته.. أيضا إذا رجعنا إلي العهد القديم قبل مجئ السيد المسيح له المجد, كانت القيامة أمام الأنبياء والآباء حقيقة حية,رأوها بالإيمان قبل أن ينطقوها باللسان.حقا,القيامة فريدة,حدثت مرة واحدة, ولم تحدث قبل ولابعد ذلك,ولن تحدث إلي الأبدولأن قيامة الرب يسوع اتسمت بسمات فريدة, حيث أن الرب يسوع قام ولم يمت ولن يموت,قام بقدرته الذاتية,قام بجسد ممجد.
رئيس الملائكة شهد للقيامة
الحراس ذهبوا وختموا علي الحجر الكبير بختم القيصر, خشية أن يأتي التلاميذ ويسرقوا الجسد,ثم يقولون أنه قد قام.فقد خشي اليهود من أن تحدث قيامة.وحينما جاءت النسوة كن منشغلات بمشكلة من يرفع لهن الحجر الذي علي فم القبر,لأنه كان كبيرا جدا.وفيما هن متفكرات في ذلك,كان الرب قد دبر تدبيرا عظيما,وأرسل رئيس الملائكة الذي نزل من السماء,ودحرج الحجر من علي فم القبر,وجلس عليه.وتحدث مع المرأتين وشهد وبشر النسوة حاملات الطيب قائلا لهن:ليس هو ههنا لأنه قام كما قال.مت 28:6.
القبر الفارغ يبرهن علي قوة القيامة
بعد صلب السيد المسيح له المجد,تقدم رجل غني من الرامة اسمه يوسف إلي بيلاطس,ليأخذ جسد الرب يسوع,فأمر بيلاطس بأن يعطي له الجسد.فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخر.والجميع شهدوا ورأوا ذلك فالمريمات كن جالسات تجاه القبر,حتي أتم يوسف العمل ومضي.وكان القبر جديدا لم يدفن فيه أحد.وشاهدت المريمات أيضا الحراس وضابطي القبر الذين وضعوا عليه الأختام... وبعد كل هذا وجدن القبر خاليا من الجسد.فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة.وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلي الأرض قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟.ليس هو ههنا لكنه قام!اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل.لو3:24ــ6. فالقبر الفارغ شهد علي قيامة الرب من بين الأموات.لأنه قام بقوة لاهوته.
الكفن المقدس والمنديل الملفوف
في مجد القيامة حملت القديسة مريم المجدلية هذا النبأ إلي القديسين بطرس ويوحنا قائلة: أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه وقد أثار هذا النبأ دهشة التلميذين اللذين ذهبا لمعاينة القبروكان الاثنان يركضان معا فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا إلي القبر.وانحني فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل.ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة. والمنديل الذي كان علي رأسه ليس موضوعا مع الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا إلي القبر ورأي فآمن,لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب : أنه ينبغي أن يقوم من الأموات يو20:2ــ9
لذلك إن وجود الأكفان التي بالقبر بحالتها, ولم تفك وظلت كما كانت علي جسد الرب, وأيضا المنديل الملفوف بوضعه هذا, يشهدان لقيامة الرب.
القديسة مريم المجدلية
شرف السيد المسيح القديسة مريم المجدلية بأن تكون أول من نادي بالقيامة,وهي التي بشرت التلاميذ القديسين.
ولقد ظهر الرب لها عندما ذهبت مع مريم الأخري للقبر باكرا جدا وقال لهما لا تخافا.اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلي الجليل وهناك يرونني مت 28:10.
وظهر لها مرة أخري عندما شكت في قيامته بسبب الكلام الذي نشره رؤساء كهنة اليهود بأن التلاميذ قد أتوا ليلا وسرقوه. وطلب منها أن تذهب إلي التلاميذ وتخبرهم, فذهبت وأخبرت التلاميذ بما رأت فكانت شاهدة علي قيامة الرب.
شهادة الحراس عن القيامة
وهذا من أقوي البراهين علي قيامة السيد المسيح, فأولئك الذين جاءوا لحراسة القبر,بعد أن طلب اليهود من بيلاطس قائلين:ياسيد,تذكرنا أن ذاك قال وهو حي,إني بعد ثلاثة أيام أقوم فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث,لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا أنه قام. فأمرهم بيلاطس بضبط القبر بالحراس. فهذا توقع منهم أنه سيحدث شئ في اليوم الثالث بالذات.
وبعد القيامة أتي الحراس وقالوا كما لقنهم رؤساء الكهنة قائلين: إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام.مت13:28.
والسؤال هنا لو كان الحراس نياما..فما هي مهمتهم إذا خصوصا في اليوم الثالث؟...وإن كانوا نائمين كما قالوا فكيف عرفوا أن التلاميذ أتوا وسرقوه؟...والتلاميذ كيف جاءتهم الجرأة وهم في حالة خوف وفزع حيث هربوا وقت الصلب؟...وكيف لم يستيقظ الحراس حينما دحرج الملاك الحجر عن القبر,والزلزلة العظيمة التي حدثت؟....ألم يستيقظوا من هولها! كل هذا إنما يؤكد برهان قوة القيامة.
الجليل كانت شاهدا علي القيامة
لأن الرب قال: بعد قيامتي أسبقكم إلي الجليل هناك ترونني.وحينما تلاقي ملاك الرب والنسوة اللاتي حملن الطيب والحنوط إلي القبر قال لهم:لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلي الجليل هناك ترونه كما قال لكم مر16:7.
الجليل لها ذكريات الحب التي كانت مملوءة قوة في كرازة السيد المسيح. حيث إن أول معجزة صنعها كانت بها. وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب مت 23:4وقد اختارها ليلتقي مع تلاميذه لأول مرة بعد القيامة, وبذلك تكون الجليل شاهدا قويا علي القيامة وقوة انتصارها.
إننا ننحني إجلالا أمام:القبر الفارغ,والكفن المقدس,والمنديل الملفوف,ولشهادة الشهود,ونبوات الأنبياء.
فالقيامة واضحة,وإن كانت قد أحيطت بالشهود والبراهين ذلك لفائدتنا لنتعلم أن نصبح شهودا للقيامة بالأعمال الصالحة. والممارسات الروحية.والأمانة والصدق في التعامل ولتكن قيامة رب المجد حافزا قويا,ليصبح الضمير حيا,والحب أبيا,والإخاء وفيا,والإيمان قويا,وأن نطبق الآية التي قالها الرب:كما أرسلني الآب أرسلكم أنا.يو21:20.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.