الصدقة والعطاء :
الذي يشعر بالجوع في الصوم. يشفق تلقائيا علي الجياع. فيعطيهم. والذي يمارس الحرمان الاختياري في الصوم. يشعر بحاجة المحرومين وعوزهم. فتدخل في قلبه مشاعر الرحمة نحو كل هؤلاء. لذلك يكثر في الصوم الإحسان إلي الفقراء. ليس من جهة الطعام فقط. بل في كل احتياجاتهم. ويتأكد الصائم - حينما يعطي - انه لا يعطي من جيبه. انما من حق الله عليه.. وما أجمل عبارة ذلك المرشد الروحي الذي قال:
الذي يشعر بالجوع في الصوم. يشفق تلقائيا علي الجياع. فيعطيهم. والذي يمارس الحرمان الاختياري في الصوم. يشعر بحاجة المحرومين وعوزهم. فتدخل في قلبه مشاعر الرحمة نحو كل هؤلاء. لذلك يكثر في الصوم الإحسان إلي الفقراء. ليس من جهة الطعام فقط. بل في كل احتياجاتهم. ويتأكد الصائم - حينما يعطي - انه لا يعطي من جيبه. انما من حق الله عليه.. وما أجمل عبارة ذلك المرشد الروحي الذي قال:
"إذا لم يكن عندك ما تعطيه لهؤلاء المساكين. فصم وقدّم لهم طعامك". هناك جزء من أموالك من المفروض ان تقدمه لله. وهذا تعطيه في فترة الصوم للفقراء. وتقول للرب الاله "من يدك أعطيناك" وتشعر انك فيما تأكل. يأكل هؤلاء الفقراء معك.
الزهد
قد يمتنع الانسان عن الطعام. ولكنه يشتهيه. ولذلك لا يكون السمو في الامتناع عن الطعام.انما في الزهد فيه. الارتفاع عن مستوي الاكل يوصل الي الزهد فيه والي النسك ايضا. فان لم تستطع الوصول الي هذا الزهد والنسك. فماذا تفعل؟ علي الاقل - من أجل ضبط النفس - لا تأكل وتشرب كل ما تشتهيه نفسك. وان لم تستطع. خذ جزءا ولا تأكل الكل. اترك شيئا. ان دانيال النبي قال عن صومه: كنت صائما ثلاثة اسابيع اياماً. لم آكل طعاما شهيا. ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر. ولم أدّهن. هنا يبدو ضبط النفس: ان نفسك تريد. وأنت ترفض أن تستجيب إلي رغبتها. وتنجح في رفضك. فتكتسب قوة ارادة. ويمكن ان تنفذ هذا التدريب بالنسبة إلي رغبات أخري من رغبات النفس. فتصير الرغبات خاضعة لارادتك.
ضبط النفس
جميل ولازم ان تضبط نفسك ضد كل رغبة خاطئة. سواء أتتك من داخلك أو من حروب الشياطين. فان الذي يحكم نفسه. خير ممن يحكم مدينة. لذلك امسك زمام ارادتك في يدك. وبخاصة في أيام الصوم. وكما يشتهي جسدك الأكل والشرب فتمنعه عنهما. وتنجح في منعك. كذلك امنعه عن شهواته الخاطئة. بنفس قوة الارادة التي اكتسبتها من الصوم. واضرب لك هنا بضعة أمثلة:
* الامتناع عن التدخين في أثناء صومك. اجعله يمتد بعد ذلك. ولو بأسلوب من التدريج: نصف ساعة ثم ساعة فأكثر. وكلما تشتهي ان تدخن. امنع نفسك علي قدر ما تستطيع. الي ان تبطل هذه العادة الرديئة التي تضيع صحتك ومالك وارادتك. بل تضيع أيضا صحة الذين حولك. من أسرتك أو من أصحابك.
* الامتناع عن الصحبة الرديئة التي تقود إلي أخطاء عديدة. عالما ان المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة - والمعروف ان كثيرا من الشباب قد تعود الادمان علي المخدرات عن طريق مجموعة من الاصدقاء قادته الي ذلك. فتورط معهم. وتدرج حتي خضع للمخدر.
* الامتناع عن قراءة المجلات الماجنة. والكتابات المفسدة للفكر. يبدأ هذا المنع في الصوم. ويستمر بعده.. وهكذا يستمر عامل المنع عندك بالنسبة الي كل شيء ضار. وتكتسب فضيلة ضبط النفس التي تنفعك في كل نواحي حياتك. ان قهر الجسد - بضبط النفس - هو وسيلة تأخذ به الروح حريتها. وضبط الجسد لازم. حتي لا ينحرف فيهلك الروح معه. وحينما يكون الجسد منضبطا. تمسك الروح بدفة الموقف. وتدبر مسيرة الحياة كلها. والجسد حينذاك لا يقاومها. بل يخضع لقيادتها ويشترك معها في كل عمل صالح.
صوم اللسان والفكر قال أحد الآباء الروحيين في هذا المعني: صوم اللسان خير من صوم الفم عن الطعام. وصوم القلب عن الشهوات الرديئة خير من صوم الاثنين "اللسان والفم". ومع صوم القلب عن الشهوات. يصوم الفكر ايضا عنها. وللاسف: غالبية الناس أثناء الصوم. يهتمون فقط بصوم الفم عن الطعام. بينما القلب والفكر هما الأهم. وكذلك أخطاء اللسان ما أخطرها. لان اللسان يفضح ما في القلب من المشاعر والأحاسيس حتي التي يريد ان يخفيها. وصوم اللسان معناه ألا يأخذ حريته في الكلام بكل جيد ورديء. بل كما قال داود النبي "ضع يا رب حافظاً لفمي. باباً حصيناً لشفتيّ". لذلك فالانسان الصالح لا يسرع بنطق أية كلمة تخطر علي عقله. بل انه يصوّم فمه عن الكلام الرديء. ويضبطه فلا يلفظ إلا الكلام الصالح الذي للبنيان الذي يستفيد به كل من يسمعه.
كذلك صوم الفكر فلا يسمح الانسان لأية فكرة ان تجول بذهنه. ولا يتمشي معها ما دامت فكرة خاطئة. بل يصوم عنها ذهنه. ولا يعطي الذهن فرصة ليتغذي بمثل هذه الأفكار. والأفكار تنبع من القلب. ثم تعود اليه وتصبح مشاعر ولذلك فان صوم الفكر وصوم القلب. يتبادلان المواقع معا. كسبب ونتيجة. ان صوّمت قلبك عن الشهوات الرديئة. فسوف يصوم فكرك تلقائياً عنها. إذ لا يرد اليه من القلب ما يغذيه.. وبالمثل ما يرد إلي القلب من نيات. ان صوّم الانسان قلبه عنها. فلن تصل الي الارادة. فتصوم الارادة حينذاك عن تنفيذ كل نية شريرة. لانها لم تصدر عن القلب الصائم. اذن المهم هو صوم القلب والفكر عن كل رغبة خاطئة. أما صوم الجسد فهو أقل شيء.
الاعتكاف والصمت الاعتكاف والصمت لازمان للعمل الروحي خلال الصوم. ففي اعتكافه. يصمت الصائم. وإذ لا يوجد من يتكلم معه. فانه يكلم الله. أي يصلي. والمعروف ان الصائم - في حالة نسكه وجوعه - قد يكون في حالة من ضعف الجسد لا تساعده علي بذل مجهود في الحديث - لذلك يصمت ويصلي. أو يستغل وقته في قراءات روحية. فالاعتكاف له أليق وأنسب. وفي صومه تكون روحه منشغلة بالتأمل في الالهيات. لذلك فاللقاءات والأحاديث تعطله عن العمل الروحي داخل قلبه.. وأيضا فان الزيارات - ان قام بها - تمنع تفرغه. حاول اذن ان تعتكف في صومك. لتنشغل بصلواتك وقراءاتك الروحية وتأملاتك. وان اضطررت إلي الخلطة. فليكن ذلك في أضيق الحدود. وعليك اذن ان تتخلص من الوقت الضائع. لكي تقضيه مع الرب الهك
الزهد
قد يمتنع الانسان عن الطعام. ولكنه يشتهيه. ولذلك لا يكون السمو في الامتناع عن الطعام.انما في الزهد فيه. الارتفاع عن مستوي الاكل يوصل الي الزهد فيه والي النسك ايضا. فان لم تستطع الوصول الي هذا الزهد والنسك. فماذا تفعل؟ علي الاقل - من أجل ضبط النفس - لا تأكل وتشرب كل ما تشتهيه نفسك. وان لم تستطع. خذ جزءا ولا تأكل الكل. اترك شيئا. ان دانيال النبي قال عن صومه: كنت صائما ثلاثة اسابيع اياماً. لم آكل طعاما شهيا. ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر. ولم أدّهن. هنا يبدو ضبط النفس: ان نفسك تريد. وأنت ترفض أن تستجيب إلي رغبتها. وتنجح في رفضك. فتكتسب قوة ارادة. ويمكن ان تنفذ هذا التدريب بالنسبة إلي رغبات أخري من رغبات النفس. فتصير الرغبات خاضعة لارادتك.
ضبط النفس
جميل ولازم ان تضبط نفسك ضد كل رغبة خاطئة. سواء أتتك من داخلك أو من حروب الشياطين. فان الذي يحكم نفسه. خير ممن يحكم مدينة. لذلك امسك زمام ارادتك في يدك. وبخاصة في أيام الصوم. وكما يشتهي جسدك الأكل والشرب فتمنعه عنهما. وتنجح في منعك. كذلك امنعه عن شهواته الخاطئة. بنفس قوة الارادة التي اكتسبتها من الصوم. واضرب لك هنا بضعة أمثلة:
* الامتناع عن التدخين في أثناء صومك. اجعله يمتد بعد ذلك. ولو بأسلوب من التدريج: نصف ساعة ثم ساعة فأكثر. وكلما تشتهي ان تدخن. امنع نفسك علي قدر ما تستطيع. الي ان تبطل هذه العادة الرديئة التي تضيع صحتك ومالك وارادتك. بل تضيع أيضا صحة الذين حولك. من أسرتك أو من أصحابك.
* الامتناع عن الصحبة الرديئة التي تقود إلي أخطاء عديدة. عالما ان المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة - والمعروف ان كثيرا من الشباب قد تعود الادمان علي المخدرات عن طريق مجموعة من الاصدقاء قادته الي ذلك. فتورط معهم. وتدرج حتي خضع للمخدر.
* الامتناع عن قراءة المجلات الماجنة. والكتابات المفسدة للفكر. يبدأ هذا المنع في الصوم. ويستمر بعده.. وهكذا يستمر عامل المنع عندك بالنسبة الي كل شيء ضار. وتكتسب فضيلة ضبط النفس التي تنفعك في كل نواحي حياتك. ان قهر الجسد - بضبط النفس - هو وسيلة تأخذ به الروح حريتها. وضبط الجسد لازم. حتي لا ينحرف فيهلك الروح معه. وحينما يكون الجسد منضبطا. تمسك الروح بدفة الموقف. وتدبر مسيرة الحياة كلها. والجسد حينذاك لا يقاومها. بل يخضع لقيادتها ويشترك معها في كل عمل صالح.
صوم اللسان والفكر قال أحد الآباء الروحيين في هذا المعني: صوم اللسان خير من صوم الفم عن الطعام. وصوم القلب عن الشهوات الرديئة خير من صوم الاثنين "اللسان والفم". ومع صوم القلب عن الشهوات. يصوم الفكر ايضا عنها. وللاسف: غالبية الناس أثناء الصوم. يهتمون فقط بصوم الفم عن الطعام. بينما القلب والفكر هما الأهم. وكذلك أخطاء اللسان ما أخطرها. لان اللسان يفضح ما في القلب من المشاعر والأحاسيس حتي التي يريد ان يخفيها. وصوم اللسان معناه ألا يأخذ حريته في الكلام بكل جيد ورديء. بل كما قال داود النبي "ضع يا رب حافظاً لفمي. باباً حصيناً لشفتيّ". لذلك فالانسان الصالح لا يسرع بنطق أية كلمة تخطر علي عقله. بل انه يصوّم فمه عن الكلام الرديء. ويضبطه فلا يلفظ إلا الكلام الصالح الذي للبنيان الذي يستفيد به كل من يسمعه.
كذلك صوم الفكر فلا يسمح الانسان لأية فكرة ان تجول بذهنه. ولا يتمشي معها ما دامت فكرة خاطئة. بل يصوم عنها ذهنه. ولا يعطي الذهن فرصة ليتغذي بمثل هذه الأفكار. والأفكار تنبع من القلب. ثم تعود اليه وتصبح مشاعر ولذلك فان صوم الفكر وصوم القلب. يتبادلان المواقع معا. كسبب ونتيجة. ان صوّمت قلبك عن الشهوات الرديئة. فسوف يصوم فكرك تلقائياً عنها. إذ لا يرد اليه من القلب ما يغذيه.. وبالمثل ما يرد إلي القلب من نيات. ان صوّم الانسان قلبه عنها. فلن تصل الي الارادة. فتصوم الارادة حينذاك عن تنفيذ كل نية شريرة. لانها لم تصدر عن القلب الصائم. اذن المهم هو صوم القلب والفكر عن كل رغبة خاطئة. أما صوم الجسد فهو أقل شيء.
الاعتكاف والصمت الاعتكاف والصمت لازمان للعمل الروحي خلال الصوم. ففي اعتكافه. يصمت الصائم. وإذ لا يوجد من يتكلم معه. فانه يكلم الله. أي يصلي. والمعروف ان الصائم - في حالة نسكه وجوعه - قد يكون في حالة من ضعف الجسد لا تساعده علي بذل مجهود في الحديث - لذلك يصمت ويصلي. أو يستغل وقته في قراءات روحية. فالاعتكاف له أليق وأنسب. وفي صومه تكون روحه منشغلة بالتأمل في الالهيات. لذلك فاللقاءات والأحاديث تعطله عن العمل الروحي داخل قلبه.. وأيضا فان الزيارات - ان قام بها - تمنع تفرغه. حاول اذن ان تعتكف في صومك. لتنشغل بصلواتك وقراءاتك الروحية وتأملاتك. وان اضطررت إلي الخلطة. فليكن ذلك في أضيق الحدود. وعليك اذن ان تتخلص من الوقت الضائع. لكي تقضيه مع الرب الهك
قداسة البابا شنودة الثالث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.