الروح القدس وعمله فينا




الروح القدس وعمله فينا
===================

من هو الروح القدس

هو روح الله القدوس "و لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء "(اف4 :30)، "ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية "(2كو3:3).

هو روح الله "و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه "(تك1 :2)، "قوة ايات و عجائب بقوة روح الله حتى أنى من أورشليم و ما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح" (رو19:15).

بل الروح القدس هو الله لأن الله روح "لله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي أن يسجدوا " (يو24:4).

لاهوته

هو المعزى الذى حل على التلاميذ فى يوم الخمسين

هو روح الله وهو "روح ابنه". (أع 1: 2-4). "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب " (غل6:4)، "روح المسيح" باحثين اي وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم اذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح و الأمجاد التي بعدها "(1بط11:1).

هو "روح الرب"، "روح السيد الرب" و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب " " روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسببين بالعتق و للمأسورين بالإطلاق " (اش2:11،1:61).

هو "روح الحق" روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه و اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم "(يو17:14).

ويثبت لاهوت الروح القدس:

(1) أنه فى الثالوث القدوس: أنه واحد مع الآب والابن " (مت 9:28).

(2) أنه المحيى، ومعطى الحياة، ويسمى "روح الحياة" "لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت " (رو2:8) ، هو الذى يحيى الموتى " فقال لي تنبا للروح تنبا يا ابن ادم و قل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع و هب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبات كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا (حز9:37،10).

(3) أنه مصدر الوحى "الناطق فى الأنبياء" قانون الإيمان.


صفات الروح القدس اللاهوتية:


(1) اشترك مع الآب والابن فى عملية الخلق: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز30:104) قال أيوب الصديق " روح الله صنعتنى ونسمة القدير أحيتنى " ( أى 33 : 4 ).

(2) صفة الأزلية: "فكم بالحرى دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب14:9) ( عب 9 : 14 ) " فكم بالحرى يكون دم المسيـح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيـب يطهر ضمـائركم من أعمـال ميتة لتخدموا الله الحى "( مز 90 : 2 ) " من قبل أن تولد الجبال أو بدأت الأرض و المسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله " ( مز 90 : 2 ) .

(3) وجوده فى كل مكان: "اين اذهب من روحك و من وجهك اين اهرب "(مز7:139) يعمل فى المؤمنين ويحل فيه "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد " ( يو 14 : 16 )

(4) أنه عالم بكل شئ: "يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) قال بولس الرسول … " فأعلنه الله لنا بروحه الآن لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله " ( 1كو 2 : 10 ) .

أنظر أيضا : ( أع 1 : 16 ) ( الذى سبق الروح فقاله بفم داود عن يهوذا الذى صار دليلا للذين قبضوا على يسوع)

( 1 تى 4 : 1 ) ( ولكن الروح يقول صريحا أنه فى الأزمنة الأخيرة يرتد قوما عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين )

( يو 14 : 26 ) ( وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ماقلته لكم )


(5) قادر على كل شئ: أنه "روح القوة" "لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود" (زك6:4) قال بولس الرسول … " بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله " ( رو 5 : 19 ) .

وقال أيضا … " ليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام فى الإيمان لتزدادوا فى الرجاء بقوة الروح القدس " ( رو 15 : 13 ) .

أنظر أيضا : ( أف 3 : 16 ) ( لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن )

( زك 4 : 5 ) ( لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود )

( مى 3 : 8 ) ( لكننى أنا ملان قوة روح الرب وحقا وبأسا لأخبر يعقوب وإسرائيل بخطيته ).

(6) أنه مانح المواهب الفائقة: "أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد" (اصحاح 1كو12).

(7) يمكث معكم إلى الأبد: (يو16:14،17) "لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" (يو17:14).

يسمى "روح النعمة" (عب29:10)، "روح القداسة" (مز50)، "روح الحكمة والفهم" (اش2:10)، "روح الحكمة والإعلان فى معرفته" (اف17:1).

أقنومه: أحد الأقانيم الثلاثة (أقنوم = شخص) فهو:
يتكلم: "لست أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم" (مت20:10)، "افرزوا إلى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه" (اع3:13).

يعلم ويذكر ويرشد ويبكت " و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم " (يو26:14).

يقود المؤمنين جماعات وأفراداً " لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله "(رو14:8).

يقيم الرعاة "احترزوا اذا لانفسكم و لجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه "(اع28:20).

يعزى المؤمنين ويشفع فيهم "و كذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي و لكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها " (رو26:8).



انبثاقه :


نحن نؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب "و متى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي "(يو26:15)، وهذا ما يقوله قانون الإيمان المسيحى "نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الآب"، وهذا ما قرره مجمع القسطنطينية المسكونى سنة 381.

ولكن الكاثوليك يقولون "المنبثق من الآب والابن" وهذا ضد مفهومنا للثالوث القدوس. وكما قال البعض أنها تجعل فى الثالوث ابنين وأبوين. إن كان الروح القدس يعتبر ابناً للابن إن كان منبثقاً منه ويكون الابن أباً له أيضاً.


هناك فرق كبير بين الإرسال والإنبثاق :

الإنبثاق أزلى . والإرسال فى حدود الزمان .


رموز الروح القدس :

1 – الحمامة :

"رأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه" (مت16:3).

"كونوا بسطاء كالحمام" (مت16:10) وهذه صفة الناس الروحيين.

"روح الله يرفرف على المياة" (تك2:1).


2 – الماء :

الله ذاته شبه نفسه بينبوع الماء الحى (ار13:2).

"من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى" قال هذا عن الروح القدس (يو37:7) ويظهر ذلك فى المعمودية حيث نولد من الماء والروح (يو5:3) .


3 – الزيت :

فى سر المسحة المقدس أو سر الميرون. بالمسحة المقدسة كان الأنبياء قديماً يمسحون الكهنة والملوك فيحل عليهم روح الرب ويعطيهم الروح مواهب، وكان يتقدس بهذه المسحة بيت الرب وكل مذابحه وأوانيه، هكذا كان يتقدس به الكهنة أيضاً "و تمسح هرون و بنيه و تقدسهم ليكهنوا لي و تكلم بني اسرائيل قائلا يكون هذا لي دهنا مقدسا للمسحة في اجيالكم (خر30:30،31). وكان مع المسحة المقدسة حلول روح الرب على الممسوح مع موهبة من الروح القدس هى موهبة النبوة (1صم13:16) وأن إيليا النبى مسح ملكين ونبياً هو إليشع .


4 – النار:

فى يوم البندكستى أن الروح حل على التلاميذ كألسنة من نار (اع3:2).

الكتاب يقول "إلهنا نار آكلة" (عب29:12).

فى الكنيسة حالياً الشموع إلى جوار السرج ونفس القنديل (الزيت والنار) نجده فى سر مسحة المرضى الذى يعمل فيه الروح القدس.

5 – الريح :

نقول "الريح تهب حيث تشاء" "الروح يهب حيث يشاء" (يو18:3).

إن السيد المسيح منح الروح القدس للتلاميذ فى سلطان الكهنوت بأن نفخ فى وجوههم وقال "إقبلوا الروح القدس" (يو22:2). وهذا يعمل أثناء رسامة الكاهن ينفخ الأسقف فى فمه ويقول له " إقبل الروح القدس " (مز119).

الروح القدس فى العهد القديم والعهد الجديد
(1) منذ بدء الخليقة: "روح الله يرف على وجه المياه" (تك2:1).

(2) اشترك الروح فى عملية الخلق: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز30:104).

(3) روح الله هو الذى تكلم فى أفواه الأنبياء: "الناطق فى الأنبياء" – "حسن كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبى"(اع25:28).

(4) مقاومة اليهود الأنبياء كانت مقاومة للروح القدس " يا قساة الرقاب و غير المختونين بالقلوب و الاذان انتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان اباؤكم كذلك انتم اي الانبياء لم يضطهده اباؤكم و قد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار الذي انتم الان صرتم مسلميه و قاتليه (اع51:7،52).

(5) روح الرب كان على موسى وانتقل من موسى إلى الشيوخ فحل عليهم روح الرب فتنبأوا.

(6) قال الرب لموسى النبى "خذ يشوع بن نون رجلاً فيه روح" (عد 18:27).

(7) شمشون الجبار قيل عنه أن الرب باركه"وإبتدأ روح الرب يحركه" (قض25:3).

(8) كذلك حل روح الرب على شاول الملك (1صم10:11 - 9).

(9) حل روح على الصبى داود لما مسحه صموئيل النبى ملكاً على إسرائيل " فاخذ صموئيل قرن الدهن و مسحه في وسط اخوته و حل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا ثم قام صموئيل و ذهب الى الرامة " (1صم16 :13).

(10) المسحة المقدسة التى كان يحل بها روح الرب وكان يمسح بها الكهنة والملوك والأنبياء ومسح بيت الرب.

(11) السيد المسيح مُسح من روح الرب ملكاً وكاهناً ونبياً " روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالاطلاق " (اش1:61).

(12) كان روح الرب فى العهد القديم يفارق أحياناً من يحل عليه مثل شاول (1صم16:4) .


فترة ما بين العهدين :

(1) أهم عمل للروح القدس كان عمله فى التجسد الإلهى (مت18:1).

(2) فى البشارة لزكريا بميلاد يوحنا المعمدان: "من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو15:1).

(3) إمتلاء أليصابات من الروح القدس (لو41:1).

(4) إمتلاء زكريا الكاهن من الروح القدس (لو67 - 64:1).

(5) عمل الروح القدس فى سمعان الشيخ: "الروح القدس كان عليه" (لو27 – 25:3).

(6) الروح القدس قبيل العماد وأثناءه (لو22:3) .


الروح القدس فى كنيسة الرسل :

حلول الروح القدس كان بدء عمل الكنيسة المسيحية فى اختيار الإثنى عشر والسبعين رسول (مت6 – 1:10) .

الروح القدس هو الذى منح القوة اللازمة للعمل الكرازى (يو26:14) .

الروح القدس يعمل فى الخدام وهو الذى يعينهم (اع3:6)، (اع2:13).

الروح القدس كان هو الذى يحرك الخدام (اع28:8،29 ).


عمل الروح القدس:


يسمى سفر أعمال الرسل سفر أعمال الروح القدس وذلك لأن روح الله كان يتعامل فى آباءنا الرسل طوال حياتهم وبعد أن حل عليهم وملأهم يوم الخمسين وعلى مدى سنوات خدمتهم التالية كان "القوة التى انتظرها الرسل فى حالة صلاة دائمة" فأخذوها ونالوها. وكان القائد الذى يوجه كل تحركاتهم، وخدماتهم، وأفكارهم، وكان الفعل الذى استطاع أن يغير الناس، وكهنة اليهود، وشعوب الأرض لتؤمن بالسيد المسيح إلهاً متجسداً، وفادياً، ومخلصاً. وهذه مجرد أمثلة:

1 – قوة الشهادة :

وعد الرب تلاميذه بحلول روحه القدوس عليهم فقال "ولكنكم سوف تنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (اع8:1).

فى الاصحاحات من 7 – 1 كانت البشارة منحصرة فى أورشليم حتى رجم اسطفانوس فى ص8 حدث فى ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التى فى أورشليم فتشتت الجميع فى كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل (اع1:8) .

وفى ص17 نسمع عن الخدمة فى السامرة وتنتشر الخدمة إلى كل الأرض من خلال رحلات الرسل الأطهار خصوصاً الرسول بولس حتى قيل عنهم أنهم فتنوا المسكونة.


2 – الملء الدائم :

استخدم سفر أعمال الرسل تعبيرات أو أزمنة مختلفة ليشرح لنا أن الملئ بالروح القدس هو جهاد الحياة كلها. لذلك نجد أن الرسل "امتلئوا من الروح القدس يوم الخمسين" (اع4:2). ثم تحدد الملء مع معلمنا بطرس حين وقف أمام اليهود بعد شفاء المقعد "حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس" (اع8:4). الشمامسة المختارين كانوا ممتلئين من الروح القدس وحكمة (اع3:6). ثم يقول السفر عن التلاميذ أنهم كانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس (اع53:13). إذن فهناك إمتلاء (أكثر من مرة)، فالملء ميكانيكياً وليس أقنومياً، بل هو عمل الروح القدس المتجدد فى جميعنا نأخذه من خلال الإلحاح فى الصلاة قائلين "تفضل يا رب وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا".

3 – عمل روح الله :

إن روح الله يقوم بأعمال جوهرية فى حياة المؤمن نذكر منها على سبيل المثال:

أ – يبكت الإنسان على خطاياه ليتوب عنها (يو8:16).

ب - يرشد الإنسان إلى طريق الخلاص (يو13:16)، (يو26:14).

ج - يقدس الإنسان ويطهره من أدناس الخطية (اع3:2).

د – يقودنا: فالذين ينقادون بروح الله أولئك هم أبناء الله (رو14:8).

هـ - يعزينا: فهو الباركليت المعزى فى كل ضيقة أو حزن (يو26:15).

و – يثمر فى الإنسان ثمار روح الله القدوس (غل22:5).

ز – يعطى مواهب للخدمة من أجل بنيان الجسد الواحد (1كو11 – 7:11) ويعطى مواهب للإنسان فى كل ضيقة تقابله (يو6:14).

+ إن الرب قد جهز لنا الفداء على الصليب وروح الله ينقل بركات الفداء إلينا لنصير أبناء الآب الذى بذل ابنه الوحيد من أجلنا.

لذلك فالجهاد الأساسى للخادم أن يطلب ملء الروح المتجدد ليستطيع أن يخدم بالروح وتكون خدمته روحية.

+ يقول الرسول بولس: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب". الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً، وورثة الله، ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه (رو17 – 15:8) .


مقاومة الروح القدس :


إن الروح القدس يعمل فينا ولكنه لا يلغى حريتنا. إنه يقودنا إلى الخير ولكنه لا يرغمنا على فعله. إنه يعطينا قوة ولكننا نبقى أحراراً نستخدمها أو لا نستخدمها.

1 – إطفاء الروح: إذا تكاسل الإنسان وتراخى يطفئ حرارة الروح فى قلبه (1تس19:5).

2 – أحزان الروح: إذا أخطأ الإنسان وسقط يحزن روح الله الساكن فيه "لا تحزنوا روح الله القدوس الذى به ختمتم" (اف30:4).

نحن نحزنه لأننا أثناء الخطية نرفض الشركة مع روحه القدوس. ولذلك فالله عندما نسقط يحاول ارجاعنا إليه، فهو يبكتنا على الخطية (يو8:21)، روحه الصالح يهدينا (خر43).

3 – مقاومة الروح: إذا رفض الإنسان عمل الروح فإنه يقاوم الروح، لذلك وصف الشيطان بأنه المقاوم وكذلك أعوانه (2تس4:2).

4 – التجديف على الروح القدس: هذه الخطية لا غفران لها (مت31:12). التجديف على الروح القدس هو رفض كل عمل الروح القدس فى القلب والعقل والإرادة رفضاً كاملاً دائماً مدى الحياة، لا يمكن أن يتوب. والمعروف أنه بالتوبة تغفر الخطايا "لا توجد خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة". هو رفض من الإنسان لروح الله رفضاً كاملاً مدى الحياة – يؤدى إلى رفض الله لهذا الإنسان فيتسلمه الشيطان بالتمام .


الروح القدس ـ الباراكليت

قالوا إن يوحنا هو الوحيد بين الإنجيليين الذى سجل حديث المسيح فى العشاء الأخير وصلاته الوداعية (يو14-17). وعلى الرغم من أن كلام المسيح فى هذا الجزء يعالج أمور إمانية أساسية فإنها لم ترد فى الثلاثة أناجيل الأخرى التي لمتى ومرقس ولوقا…

أما ردنا على ذلك فهو أن كل بشير"انجيلى" كتب عن المسيح من زاويته الخاصة ولغرض خاص…يضاف إلي ذلك أن القديس يوحنا كتب بشارته "انجيله" بعد كتابة الثلاثة بشائر"اناجيل" الأخرى التي لمتى ومرقس ولوقا… لقد كتب انجيله أواخر القرن الأول الميلادى,وكانت بدع وهرطقات خاصة بلاهوت المسيح قد ظهرت. وألح المؤمنون المسيحيون على آخر الرسل ـوهو يوحناـ الذى كان ما زال على قيد الحياة,أن يكتب انجيلاً يفند فيه هذة البدع والاضاليل… ومن المعقول أن يكتب يوحنا تكراراً لما جاء بالاناجيل الأخرى التى كانت قد تداولت بين أيدى المسيحيين.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد،بل زعم البعض،أن كلمة"براكليت" المستخدمة للتعبير عن الروح القدس ـروح الله ـ لا يقصد بها الروح القدس,لكنها نبوءه عن إنسان آخر تنبأ المسيح عن مجبئه…!!وقد أولوا هذا الزعم والادعاء كل اهتمامهم وكأنهم اكتشفوا شيئاً عظيماً…لكننا سنرى ماذا تعنيه كلمة براكلت, وماذا يعنيه زعمهم…

سوف نقرأ بالنص الآيات التي ذكرها يوحنا فى انجيله على لسان المسيح الخاصة بالروح القدس "البراكليت". وكلمة براكليت كلمة يونانية تعنى المعزى وهى صفة للروح القدس...لنقرأ إذن هذة الآيات التى وردت فيها كلمة براكليت لنرى هل هى تعبر عن روح الله,أم إنها تصلح لتكون وصفاً لإنسان يأتى بعد المسيح برسالة دينية!! (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياى.وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الى الابد.روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله,لأنه لا يراه ولا يعرفه.وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم... وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب بأسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم...ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى إنه خير لكم أن أنطلق.لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية,وعلى بر,وعلى دينونة.أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى. وأما على بر فلأني ذاهب الى أبى ولا تروننى أيضاً.وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين.إن لى أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه.بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه.ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لى ويخبركم)."يو14: 15- 17, 26/ 15: 26/ 16: 7- 14".

لكن كيف حدث هذا الخلط؟ وكيف ما يوصف به روح الله يصلح أن يكون وصفاً لإنسان؟! كان الإدعاء التقليدي أن الكلمة اليونانية براكليت تعنى "المحمود"...لكن هذا خطأ لغوى فاضح...فكلمة براكليت لا تعنى "المحمود" .

الكلمة اليونانية براكليتوس وهى نفس الكلمة فى القبطية , ووردت فى العهد الجديد خمس مرات. أربع مرات قيلت عن الروح القدس ووردت فى(يو14, 15, 16).وجاءت بمعنى المعزى أو المعين,وهو المعنى الأصلي للكلمة فى اللغة اليونانية.وفى المرة الخامسة ذكرت عن المسيح بمعنى الوكيل فى القضاء أو المحامى. ووردت فى(1 يو2: 1)"يا أولادي اكتب اليكم هذا لكى لا تخطئوا.وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار".

إذن من أين نشأ هذا الخلط ؟!. هناك كلمة يونانية أخرى قريبة من براكليتوس هى بريكلتوس وتعنى المحمود وهذة الكلمة لم ترد فى الانجيل...وواضح أن هناك فرقأ فى الهجاء بين الكلمتين فى الحرفين الثانى والرابع- إذن فنحن أمام كلمة أخرى مختلفة تماماً فى معناها عن الكلمة التى نحن بصددها والتى هى موضوع حديثنا فى انجيل يوحنا.

لكن المسألة التى نحن بصددها لكونها فى غاية الخطورة والأهمية,فلا نقف فيها عند حد الاختلاف اللفظى ونكتفى بذلك,لكن حينما نعود إلى الصفات التى ذكرت عن البراكليت نجد أنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تنطبق على بشر كما سوف نرى. والعجيب أنهم- لفرط حماسهم – قالوا أن العناية الالهية هى التى حفظت هذة الآيات الواردة فيها كلمة براكليت من تلاعب المسيحيين, والتى فى نظرهم توصلهم إلى غرضهم أى أن هذة الآيات لم تتناولها الأيدى بالتحريف !!.

ونحن فى دهشة نقول لماذا كل هذا البحث والعناء الذى يدور حول الصفة مادام الموصوف ظاهراً جلياً؟!فالموصوف هو الروح القدس أو روح الحق وكلمة براكليت هى صفة للروح القدس...ولا يمكن بأى حال أن يكون الروح القدس هو إنسان

للأسباب الآتيه :

البراكليت الموعود به هو روح كما هو واضح من الآيات السابق إيرادها .

الروح الموعود به حسبما جاء فى الآيات السابقة سيرسله المسيح معزياً للتلاميذ فى وقت قريب لارتفاعه "المسيح" إلى السماء "أنه خير لكم أن انطلق – لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى.ولكن إن ذهبت أرسله إليكم". وهذا ما حدث بعد عشرة أيام لصعود المسيح إلى السماء,حينما حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ فى أورشليم.وهذا الوصف والكلام لا ينطبق على إنسان يأتى بعد قرون طويلة من الزمان بعد أن يكون الرسل قد ماتوا!!.

كان وعد المسيح,أنه يرسل الروح القدس ليمكث مع التلاميذ إلى الأبد. وواضح أن هذا لا ينطبق على أى إنسان فى الوجود لأنه لا يوجد إنسان يحيا ولا يرى الموت.أما كيف يمكث مع التلاميذ إلى الأبد...فإن المؤمن المسيحى بالولادة الثانية بالمعمودية المقدسة يصير ابناً لله وهيكلاً للروح القدس...والمعنى أن هذا الكلام لا يقتصر على التلاميذ وحدهم بل على كل من يؤمن بأسم ابن الله المخلص بواسطتهم,وهكذا ...

قيل عن الروح الموعود به "البراكليت" أن العالم لا يراه ولا يعرفه. وكونه شيئاً لا يرى يعنى أنه روح وليس إنساناً ذا جسد هيولى.

الروح الموعود به قيل إن التلاميذ يعرفونه. وهذة الصفة لا تنطبق على إنسان آخر يحاولون تفسير كلمة براكليت عليه.

الروح الموعود به قيل عنه إنه يعلم التلاميذ كل شئ ويذكركم بكل ما قاله المسيح. ومعنى هذا أنه يسير فى نفس خط المسيح, يعلم تعليمه ويذكرهم بكلامه .

الروح القدس الموعود به قيل عنه إنه روح الحق المنبثق من الآب,وهذا لا ينطبق على أى إنسان مهما سما فى مكانته. لكنه يتعلق بأقانيم الثالوث القدوس .

قيل عن الروح القدس الموعود به أنه يشهد للمسيح ويمجده ويأخذ مما للمسيح ويخبرهم. وهذا تم فى عمل الروح القدس فى الرسل والتلاميذ أثناء كرازتهم بالمسيح المخلص .

قيل عن الروح القدس أنه يبكت العالم على خطية.وهذة الخطية هى عدم الإيمان بالمسيح كإله. وعلى بر المسيح, لمن فاته من الناس أن يؤمنوا به كإله, وعلى دينونة لم يعرفوها حين دان المسيح الشيطان رئيس العالم. وواضح جداً ان هذا لا ينطبق على أى إنسان .

المسيح أوصى التلاميذ أن "لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذى سمعتموه منى لأن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذة الأيام بكثير"(اع1: 4, 5). فكيف يقول المسيح لتلاميذه أنكم ستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذة الأيام بكثير؟ وكيف يقال إن هذا البراكليت هو إنسان آخر يأتى بعد السيد المسيح بقرون ؟!

"وكأن المسيح يريد القول إنه سيرسل إلى البشر وسيطاً آخر كما كان هو (أى المسيح) وسيطاً لدى الله وفى صالح البشر مدة حياته على الأرض. وذلك يقودنا بمنتهى المنطق إلى أن نرى فى البراكليت عند يوحنا كائناً بشرياً مثل المسيح يتمتع بحاستى السمع والكلام... أنه دور نبى يسمع صوت الله ويكرر على مسامع البشر رسالته..."

وعلى الرغم من أن هذا التخريج جديد لكنه على ضوء ما ذكرناه سابقاً يعتبر لغواً وسفسطة.

أعتقد أن الكلام الذى قلناه والذى ختمنا به هذة المحاضرة بالبراكليت تكفى لمن يحاول أن يهاجم كتبنا المقدسة .

إن العلم الحديث يقدم كل يوم أدلة وإثباتات جديدة على صدق الكتاب المقدس وعلى أنه كتاب الله الحى الذى كما قال عنه المسيح السماء والأرض تزولان أما كلمة منه أو حرف لا يزول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010