الصوام
"متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا أننا عبيد بطالون لأننا انما نعمل ما كان يجب علينا" ( لو17 :10 )
كان فى احدى القرى رجل يكثر الصوم فيصوم كل يوم حتى المساء، وكان أهل القرية معجبين بنسكه و يمتدحونه كثيرا حتى دعوه بالصوام.
سمع به القديس الأنبا زينون، فأرسل اليه ليأتى و لما حضر رحب به و صليا معا ثم جلس القديس يضفر الخوص و لم يتكلم مع هذا الرجل أو يمدحه، فغضب فى داخله وقال للقديس"اسمح لى بالانصراف" فسأله "لماذا" ، قال "لأنى أعانى من ضيق شديد لم أشعر به طول حياتى مع انى كنت أصوم حتى المساء". فأمره القديس أن يصوم حتى صلاة التاسعة (أى الساعة الثالثة ظهرا) و يعمل أعمال الرحمة فى الخفاء ، لأن الذى كان يشجعه على الصوم الطويل هو مديح الناس.
و لما فعل هذا وجد نفسه يجوع بالجهد ليصوم حتى الثالثة ظهرا ، فاتضع و بدأ يهرب من مديح الناس بكل طريقة.
v مديح الناس يغذى الكبرياء داخلك و بالتالى يفصلك عن الله و تفقد رعايته و يوهمك بأكثر مما فيك ، فتنخدع و تبتعد عن الحقيقة و تفقد سلامك.
v ان كل عبادة سواء صلاة أو قراءة أو تأمل هى علاقة شخصية مع الله كعلاقة العروس مع عريسها و حتى أعمال الخير هى مقدمة لله قبل الناس ، فاحرص أن تقدمها فى الخفاء و تبتعد عن مديح فتتلذذ بمحبتك الخاصة بالله و تجنب نفسك حروبا كثيرة من الشيطان.
أذكرونى فى صلواتكم
راندا وديع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.