أنفلونزا الطيور

أنفلونزا الطيور

مرض انفلونزا الطيور يؤدي إلي إصابة الطيور بأعراض كثيرة منها ( زيادة إفرازات العين والأنف ، فقدان الشهية ، إسهال ، مشاكل في التنفس ، تكسير في الخلايا الدموية يؤدي إلي نزيف ) ومن الممكن أن يموت الطائر دون المرور بتلك الأعراض في خلال 48 ساعة.

قضيت يوما حافلا ( السبت 18 فبراير) في الكلية ، كلية الطب ، أخذت الطريق إلي البيت الذي هو بمثابة واحة خضراء بالنسبة لتائه في الصحراء .

أحلم بما تعده لي أمي من طعام لاسيما أنها تعلم أنني سأعود كالوحش الكاسر الذي سيأتي على الأخضر واليابس ، فلا شك أنها أعدت وجبة قوية تليق بطالب في السنة السادسة من كلية الطب ، كانت عصافير بطني تطالب بحقها من الكربوهيدرات والدهون والأحماض الأمينية ( لا تنس إنني نصف طبيب)

قالت لي أمي بثقة وفخر ( لقد أعددت لك أرز بالخلطة وملوخية ودجاجة كاملة ) ، كاد يغشي عليّ من الفرحة ، ذهبت لأغسل يدي جيدا بالماء والصابون ( انتبه أنا مشروع طبيب )
ثم جلست ألتهم الطعام التهاما أثناء مشاهدتي لنشرة الأخبار في التليفزيون ، أعلم إنها عادة غير صحية ، لأنها تطيل من فترة الطعام و بالتالي من كميته مما يسبب أمراضا كثيرة كضغط الدم المرتفع ومرض السكر والذبحة الصدرية والجلطة الدماغية ( تذكر أنني سأصبح طبيبا بارعا )

( تم اكتشاف حالات من الطيور مصابة بمرض إنفلونزا الطيور ، وتم السيطرة على الموقف ، ولا يوجد أي حالات بشرية مصابة ، ونطمئن السادة المشاهدين أن ... )

توقفت قطعة النسيرة في حلقي ، جحظت عيناي رعبا وأنا أمسك الدجاجة بيدي ، نظرة رعب هيستيرية ترتسم على محياي ، كنت قد تناولت ما يقرب من نصفها حتى الآن.

(نطمئن السادة المشاهدين أن الفيروس لا ينتقل للبشر عن طريق الأكل ، وأن أكل الطيور آمن تماما ، ونطلب من ربات البيوت أن يهتموا بطهى الدجاج جيدا لمدة 3 أو 5 دقائق في درجة حرارة 100 درجة مئوية و ..... )
عاد قلبي ينقبض ، بدأت الدماء تسري في عروقي ، شعرت بالإطمئنان قليلا ، أيقظت أمي من النوم لأعرف عند أي درجة مئوية أحرقت الدجاجة ؟ أجابتني إجابة مقنعة للغاية ( لم يكن معي ترمومترا ، ثم عادت للنوم )
لم تكن تلك أول مرة أسمع فيها عن ذلك الوباء الذي يجتاح العالم والإجراءات المشددة التي اتبعتها بعض الدول ، رغم علمي أن المرض لم ينتقل للبشر إلا في بلاد قليلة لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة ، وتحت ظروف خاصة جدا.
كنت مندهشا للغاية بسبب هذا الرعب الذي سببه فيروس لا ُيرى بالعين المجردة.

لست أدري لماذا ذكرني هذا الموقف بشيء آخر ، لكني تذكرتها في تلك اللحظة ، نعم إنها الخطية ، فالخطية هي فيروس روحي يتسلل إليك دون أن تدري ، ثم يبدأ في مهاجمتك بعنف وشراسة وضراوة
قد يتخذ هذا الفيروس الروحي صورة تكاسل ، تكاسل يؤدي إلي إهمال في ممارسة الوسائط الروحية ، لا داع للصلاة اليوم لأنك مرهق ، الكتاب المقدس سأبدأ في القراءة غدا وليس اليوم ، القداس المبكر لن أستطيع اللحاق به ، فيوم الجمعة هو يوم الإجازة وأرغب في النوم قليلا ،بالنسبة للإعتراف ، فالأب الكاهن مشغول بشدة ذلك الأسبوع ، الامتحانات قريبة للغاية الأسبوع القادم ، وهكذا دواليك ، إلي أن أجد نفسي لمدة 6 شهور بلا توبة أو إعتراف ، وعندما أبتعد عن كل وسائط النعمة ، سأجد الخطية تتسلل إليّ بسهولة فائقة ، فماذا أتوقع من إنسان لا يصلي ولا يقرأ الكتاب المقدس ، لا يتناول أو يعترف مقدما توبة ، ذلك الإنسان محروم من مصادر القوة ، لذلك سينزلق للخطية بكل سهولة.
لقد عرفنا أعراض فيروس إنفلونزا الطيور الروحي ، فما العلاج الطبي الروحي ؟

الحل الوقائي هو الابتعاد عن أي مصدر للعدوى ، ابتعد عن الخطية الصغيرة التي متى دخلت للقلب سيطرت عليه ، ابتعد عن التأجيل والتسويف وجملة ( غدا سأتوب ) ، كلا ، تب اليوم وغدا ليكن ما يكون ، فهل تضمن الغد ؟ إنك تضمن اليوم فقط.

أما إذا كنت مصابا فعلا بالفيروس فهناك العقار تاميفلو Tamiflu يعالج إنفلونزا الطيور ، لكن إذا كنت مصابا بالخطية فهناك تاميفلو روحي ، وهو عدم اليأس ، فلا تيأس أبدا.

قم وارجع إلي أحضان إلهك ، فهي ما زالت مفتوحة لك ، ودم السيد المسيح المتواجد يوميا على مذبح الكنيسة يغسل خطاياك ويطهرك.

خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة للكروم (نش 15:2)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010