التوبة

مفهوم التوبة أرثوذكسياً

الأنبا رافائيل
عوامل عديدة تشابكت لتفسد الفكر الأرثوذكسى الآبائى من جهة حياتنا مع الله وعلاقتنا به، ولعل أبرز هذه العوامل (النزعة الفردية فى الخلاص) التى يتبناها المنهج البروتستانتى ، وكذلك (النسكيات المتطرفة) التى كان يتبناها المنهج الكاثوليكى الغربى . ولعل أهم الموضوعات التى أصباها الغموض والانحراف موضوع (توبتنا) ، وأزعم أننى أستطيع تلخيص ما يدور بذهن الشباب من جهة التوبة فى هذه النقاط
1- أن التوبة هى رجعة حاسمة عن الخطية يعقبها قداسة السيرة بدون سقطات.
2- أن الرجوع للخطية بعد الاعتراف معناه أن توبتى لم تكن حقيقية وهى غير مقبولة.
3- إن ارتباطى بالمسيح يستلزم قداسة السيرة ... وهذه القداسة تحتاج مجهود عنيفاً واستمرارية فى عدم الخطأ.
4- بما أننى – عملياً – لا أستطيع ألا أخطئ، وليس لدى مقدرة على السلوك فى نسكيات عنيفة .. لذلك فإما أن :
أ- أعيش بقلبين أحدهما يليق بالكنيسة ويكون لى صورة التقوى بها دون قوتها . والآخر يليق بحياتى الخاصة وبالعالم وأوافقه على كل انحرافاته .

ب- أو أنه لا فائدة ولنترك الكنيسة لمن يستطيع، أما أنا (فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت) .

صديقى الشاب ...

لعلك توافقنى فى هذا الزعم ... ولكن دعنا الآن نتلمس مفهوم التوبة فى ضمير الكنيسة كما صاغته فى نصوص الليتورجيا (القداس) ولنبحر معاً فى أعماق أنهار القداس الإلهى لعلنا نخرج منه بتحديدات تنير أمامنا الطريق فيسهل ... إذ أن القداس فى الحقيقة - يحوى منهج توبة متكامل بفكر أرثوذكسى آبائى أصيل ... لأول وهلة سنلاحظ أن :
1- التوبة هى عمل مستمر ومتكرر ومدى الحياة :

يبدأ الكاهن القداس بصلاة سرية يرددها أثناء فرش وتجهيز المذبح فيقول : "أيها الرب العارف قلب كل أحد القدوس لمستريح فى قديسيه . الذى بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا . أنت يا سيد تعلم أننى غير مستحق ولا مستعد، ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التى لك . وليس لى وجه أن اقترب وافتح فمى أمام مجدك المقدس، بل ككثرة رأفتك اغفر لى أنا الخاطئ وأمنحنى أن أجد نعمة ورحمة فى هذه الساعة وأرسل لى قوة من العلاء … الخ" .

تأمل كيف تنضح هذه الصلوة بالتوبة والانسحاق والشعور بالخزى بسبب كثرة الخطايا ... ومن الذى يقدمها ؟ أنه الكاهن المحسوب فى ضمير الكنيسة أنه شفيع فى المذنبين أمام الله ...
ثم يستمر الكاهن فى تقديم توبة عميقة منسحقة طوال القداس حتى يختمه بهذه الصلوه قبل التناول : "... لا تدخلنا فى تجربة ، ولا يتسلط علنا كل أثم ، لكن نجنا من الأعمال غير النافعة ، وأفكارها وحركاتها ومناظرها وملامسها ، والمجرب أبطله ، واطرده عنا ، وانتهر أيضاً حركاته المغروسة فينا، واقطع عنا الأسباب التى تسوقنا إلى الخطية ، ونجنا بقوتك المقدسة ... الخ" أنك تستطيع أن تلمس روح التوبة المتغلغلة ليست فى هذه الصلوة فقط بل فى كل صلوات القداس الإلهى، كأن القداس قد وضع فقط للتائبين ... ، ما يعنينى هنا أن :
1- استمرار صلوات التوبة طوال القداس إنما يشير إلى ضرورة استمرارية التوبة فى حياتنا .
2- أن يبدأ القداس وينتهى بالتوبة ؟ معناه أن التوبة هى عمل يستمر مدى الحياة ، منذ أن أدرك ذاتى وحتى الانتقال إلى السماء .
3- تكرار القداس يومياً بنفس النمط ونفس الصلوات يدل على أن التوبة – فى ضمير الكنيسة – هى عمل متكرر يومياً فلو كانت التوبة هى مجرد مرحلة يعقبها قداسة بدون سقطات، لصار فى الكنيسة نوعان من القداسات أحدهما للمبتدئين التائبين ويكون مليئاً بعبارات التوبة والانسحاق، والآخر للمتقدمين (الذين لا يخطئون) ويكون مليئاً بالحب والتسبيح والفرح ، ولا مجال فيه للتوبة والانسحاق .
إننا نتطلع أحياناً إلى يوم نتحرر فيه تماماً من الضعفات والسقطات ونعيش القداسة فى ملئها وبهجتها ... وعندما يتأخر هذا اليوم نصاب بالإحباط واليأس الفشل ... غير عالمين أنه سيأتى ولكن فى الدهر الآتى ... أما فى هذا الدهر فإننا فى زمان التوبة والنمو لذلك فالكنيسة الملهمة رتبت لنا توبة فى كل يوم حاسبة فى ضميرها أننا ضعفاء ساقطون لأنه "ليس عبد بلا خطية ، ولا سيد بلا غفران" مرد إنجيل الصوم الكبير ... فليست الكنيسة مكان قديسين فقط ولكنها مستشفى تائبين .
إننا ندخلها خطاة فى كل يوم فتبررنا بدم المسيح الذى تستجلبه لنا بالتوبة والاعتراف والحل ... لاحظ هذا الحوار الذى يدور بين الكاهن والشماس والشعب فى نهاية كل صلاة طقسية (خاصة القداس) .
يقول الشماس : احنوا رؤوسكم للرب (وهى دعوة للتوبة والاعتراف السرى أمام المسيح فى حضور الكنيسة كلها) ؟
يرد الشعب : أمامك يارب (أى ها نحن أمامك منحنين معترفين بذنوبنا وآثامنا وميولنا الرديئة) .
ينبه الشماس : ننصت بخوف الله (مشيراً إلى قرار خطير يصدر بعد قليل يجب أن ننصت لنسمعه بمخافة) .
يقول الكاهن : السلام للكل (أى أن هذا القرار الخطير سيحمل سلامة للكنيسة كلها) .
يرد الشعب : ولروحك أيضاً .
ثم فى هدوء وصمت عميق يحنى كل مصلى كالأسد رأسه ويقرع صدره ويعترف أمام الله بخطاياه ... والكاهن كذلك يتوب عن نفسه وعن الشعب ثم يقرأ عليهم التحليل .

نلاحظ أن :

توبة + اعتراف + تحليل = غفران

هذا يدفع الشماس لأن يصرخ (خلصت حقاً ومع روحك أيضاً) شاهداً للكاهن والشعب أن خلاصنا قد حضر بسبب الغفران ... فيفرح الشعب ويتهلل ويصرخ بنغمة الفرح قائلاً آمين كيرياليصون كيرياليصون ... وفى القداس خاصة يكمل الكاهن الحوار قائلاً :
القدسات للقديسين (أى هذا الجسد والدم يأخذهما فقط القديسون التائبون الآن) .
فتصرخ الكنيسة بانكسار ووداعة : واحد هو الآب القدوس ، واحد هو الابن القدوس ، واحد هو الروح االقدس . (معترفة بذلك أن واحداً قدوس هو الله ؟ وان كل قداسة فينا هى مجرد انعكاسات قداسته فى وجوهنا) ... وعلى هذا الرجاء وبهذه الثقة نتقدم للتناول من الأسرار المحيية ... ونخرج من الكنيسة مبررين بدم المسيح ... ولكن غير معصومين من الخطأ .. لذلك فنحن مدعوون للعودة للكنيسة مراراً وتكراراً ... ندخل خطاة ونخرج متبررين ... وبتكرار التوبة والعودة للمسيح تضمحل الخطية من أعضائنا ويزداد الاشتياق للمسيح وطهارته ... ولكننا سنظل خطاة وسيظل المسيح (الذى بلا خطية وحده القادر على مغفرة الخطايا) ، مهما ترقينا فى الفضيلة والحب والالتصاق بالمسيح فنحن "تراب ورماد" .

لكن بينما أنا خاطئ متعثر فى خطواتى ، وميولى الرديئة تدفعنى للسقوط ، أجد الكنيسة تدعونى قديساً (القدسات للقديسين) ، (أحباء "الله مدعوين قديسين" (رو7:1) فكيف يكون ذلك ؟ الإجابة هى الركيزة الثانية فى مفاهيم التوبة بالفكر الأرثوذكسى :

2- التوبة هى عمل كل الكنيسة بكل أعضائها :

فلا يوجد فى الكنيسة فئتان : خطاة مبتدئون وقديسون كاملون ، بل الكل خطاة قديسون ، لأن التوبة تجعل الزانى بتولاً والخاطئ قديساً .

لا تتخيل – صديقى الشاب – أنك وحدك تخطئ مع (جيل الشباب الخطاة) ... أبدأ .. كلنا نخطئ وكلنا نحتاج التوبة ... ونحن – الإكليروس – شركاؤك فى الضيقة وفى الضعف وتحت الآلام مثلك ... اسمع الآب الكاهن – المحسوب أنه قائد وقدوة – يصلى فى القداس قائلاً : "اذكر يارب ضعفى أنا المسكين، وأغفر لى خطاياى الكثيرة ، وحيث كثر الآثم فلتكثر هناك نعمتك ، ومن أجل خطاياى خاصة ، ونجاسات قلبى لا تمنع شعبك من نعمة روحك القدوس . حللنا وحالل كل شعبك من كل خطية ومن كل لعنة ومن كل جحود ومن كل يمين كاذبة ومن كل ملاقات الهراطقة الوثنيين . أنعم علينا يا سيدنا بعقل وقوة وفهم لنهرب إلى التمام من كل أمر ردئ للمضاد ... الخ" .

لو كان الحال أن الحياة الروحية مفصولة إلى مرحلتين : التوبة والقداسة ؟ لكان من البديهى أن يكون الكاهن قد انتهى من مرحلة التوبة ، ولا حاجة له أن يصلى مثل هذه الصلوات المفعمة بالانكسار والتذلل وليتركها للخطاة المبتدئين ...

ولكن فكر الكنيسة هو أن التوبة والقداسة صنوان يسيران معاً ، فأنا خاطئ لأننى إنسان ضعيف وأنا قديسين لأن المسيح يقدسنى بنعمته ... "إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو8:1،9) نحن خطاة (هذا طبع) والمسيح يطهرنا (لأنه أمين وعادل) ، فلا تظن صديقى أن القداسة بعيدة المنال أو أنك غريب عن القديسين، بل أنت وأنا وأبى الكاهن وكل الكنيسة تائبون ... ورجوعنا للخطية لا يلغى انتمائنا للمسيح ونبوتنا له ، فالأحرى أن ننتبه سريعاً ونقوم من سقطاتنا بدون يأس ... متمثلين بذلك الراهب الحاذق الذى قال للشيطان "ألست أنت تضرب مرذبة وأنا أضرب مرذبة" العبرة بالنهاية ؟ والذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص ... والصديق يسقط فى اليوم سبع مرات ويقوم .

والأكثر من هذا أنك تسمع الآب الكاهن يطلب عن خطاياه وعن جهالات الشعب "أعط يارب أن تكون ذبيحتنا مقبولة عن خطاياى وجهالات شعبك" حاسباً خطايا الشعب أنها جهالات أما الكاهن فليس له عذر فى خطية .

وعندما يتقدم الكاهن ليغسل يديه قبل تقدمة الحمل ، وقبل البدء فى القداس لا يكون هدفه فقط نظافة اليدين وإنما نظافة القلب من الخطية والشهوات لأنه يصحب الغسيل بالصلاة "تنضح على بزوفاك فأطهر ، تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج ... اغسل يدى بالنقاوة "
لقد جاء المسيح لأجل الخطاة ليدعوهم للتوبة ... والأبرار (فى أعين ذواتهم) ليس لهم نصيب فى عمل المسيح وعندما أدركت الكنيسة هذه الحقيقة سلمتنا – أولادها – سر التوبة مدى الحياة لنكون دائماً فى مجال عمل رب المجد ... فإذا كنت خاطئاً فلا تيأس بل اعرف أنك من صميم عمل المسيح لأنه قال "لم أت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" .

وإذا اعترضت بأن توبتك ضعيفة وأنك تميل إلى الخطية والسقوط فأعلم أن:

3- الغفران يعتمد على قوة السر وأمانة الله :

لذلك قيل عن سر التناول (السر العظيم الذى للخلاص) صلاة الاستعداد ، (السر العظيم الذى للتقوى) ، الرشومات . ويخاطب الكاهن الله قائلاً : "اللهم معطى النعمة ، مرسل الخلاص ، الذى يفعل كل شئ فى كل أحد" ... فثق صديقى أن الله "رحمته قد ثبتت علينا" مرد اسباتير ، وأن "الله يرفع هناك خطايا الشعب من قبل المحرقات (الجسد والدم) ورائحة البخور (الصلوات)" مرد الإبركسيس ... وكل الكنيسة تصرخ بهذا المرد الرائع "كرحمتك يارب ولا كخطايانا" ولا نستطيع أن ننسى الإعلان المقدس عن الجسد والدم أنه "يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا" ...
وهناك حركة طقسية غاية فى الإبداع تطمئنك أن خطاياك قد ألقيت على دم المسيح فالكاهن يغطى يديه بلفافتين الأولى على يده اليسرى تمثل الخطايا والضعفات ، والثانية على يده اليمنى تمثل بر المسيح (لأنه أخذها من فوق الحمل) وقبلما يرشم الكاهن الشعب بكلمة أجيوس (قدوس) يبدل اللفائف ويضع ما كانت بيده اليسرى على الكأس ويمسك ما كانت على الكأس بيده اليمنى ليرشم بها الشعب معلنا بذلك أن خطايانا جميعا قد ألقيت على الدم المقدس وأننا ننال البر بدم المسيح (اللفافة التى على الكأس) راشما إيانا بكلمة قدوس ليقدسنا .

حقيقة أن توبتنا ضعيفة ومريضة ولكن لنا رجاء فى الله "الذى يحيى الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة" (رو17:4) ونصرخ مع "أبو الولد" بدموع "أومن يا سيد فأعن عدم إيمانى" (مر9:24) فلو كانت توبتى عدما ، فأومن أنك ستعمل فيها عجبا وتخلصني بنعمتك لأنني عاجز بجهدى ولكننى لن أيأس من رحمتك .
لذلك وبناء على ما تقدم فإن التوبة الأرثوذكسية فيها :

4- ينتفى الإحساس بالإنجاز والبر الذاتى :


لأنه ليس بمقدرتى ومهارتى ، ولا بفرادتى بل بالكنيسة وبالكاهن وبالسر ... لذلك يتكرر طوال القداس المرد الشهير "كيرياليصون – يارب ارحم" عالمين أننا مهما تقدسنا أو تبررنا فنحن بحوجة شديدة لرحمة الرب ... ودائماً تسمع التعبير "نحن عبيدك الخطاة غير المستحقين ..." ، "نحن الأذلاء غير المستحقين ..." ، "ضعفى أنا المسكين ..." بينما نشكر الله في انكسار أنه "جعلنا أهلاً الآن أن نقف في هذا الموضع المقدس" ولأنه "جعلنا مستحقين" وبروح العشار التائب نصرخ "نسالك يا سيدنا لا تردنا إلى خلف ... لأننا لا نتكل على برنا بل على رحمتك ، هذه التى بها أحييت جنسنا" صلاة الحجاب وتستطيع أن تستشف هذه الروح المنسحقة طوال صلوات القداس لأن الكنيسة المقدسة قد أدركت بروح الله أن القلب المنكسر المتواضع لا ير ذله الله .

إن التوبة الأرثوذكسية هى عملنا الوحيد المتكرر طوال الحياة ، واللازم لكل أعضاء الكنيسة ، وهى تستجلب لنا غفران خطايانا بدم المسيح ونعمته المجانية ، اعتماداً على أمانته وحبه، لذلك فالتائب المسيحى لا ينتفخ ولا يفتخر بل يظل طوال عمره محتاجاً لرحمة الله وغفرانه .

ربى يسوع الغالى القدوس لن أيأس بعد اليوم ولن استهتر أيضاً ... لن أتوانى عن القيام عقب السقوط ، وكذلك لن أتوانى عن دعوتك لحمياتى من السقوط إكراماً لجسدك واحتراماً لكنيستك ... واثقاً أنه بكثرة غفرانك ستضمحل الخطية من أعضائى وسأترقى فى الفضيلة حتماً ... وسيجئ اليوم بنعمتك - الذى فيه يزداد لهيب حبك فى قلبى أعلى من لهيب الشهوة فى جسدى ... "نفسى تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح" (مز6:130) لك المجد آمين .

سر التوبة
الأنبا رافائيل
1- هو رجوع الخاطئ إلى الله ومصالحته معه باعترافه بخطاياه، أمام كاهن الله ليحصل على حل لمغفرة ذنوبه كما أمر المسيح معطياً السلطان للكهنة بذلك: "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السموات" (مت 19:16)، "وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة، فليكن عندك كالوثنى والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء" (مت 17:18،18)، "من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 23:20).

2- كان يتم بالاعتراف بالإقرار بالخطايا "وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 18:19).

شروط التوبة :

1- انسحاق القلب والندامة على الخطية "ذبائح الله هى روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 17:51)، "أقوم واذهب إلى أبى وأقول له يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك. ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك إبناً. اجعلنى كأحد اجراك" (لو 18:15،19)، "وأما العشار فوقف من بعيد
لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء. بل قرع على صدره قائلاً اللهم ارحمنى أنا الخاطئ" (لو 13:18)، "لأن الحزن الذى بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتاً" (2كو 10:7).
2- العزم الثابت على إصلاح السيرة "فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم يا أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت 7:3،8)، "بعد ذلك وجده يسوع فى الهيكل وقال له: ها أنت قد برئت.. فلا تخطئ أيضاً، لئلا يكون لك أشر" (يو 14:5)، "فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك، اذهبى ولا تخطئ أيضاً" (يو 11:8)، "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" (أع 19:3)، "فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى، وإلا فإنى أتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" (رؤ 5:2).
3- الإيمان الثابت بالمسيح والرجاء الوطيد فى تحننه لأن "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص" (أع 12:4)، "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أع 43:10)، "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم" (عب 25:7).
4- الاعتراف الشفوى بالخطايا أمام الكاهن كوكيل الله.
? "فإن كان يذنب فى شئ من هذه يقر بما قد أخطأ به. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها.. فيكفر عنه الكاهن من خطيته" (لا 5:5-7).

? "لكن إن أقروا بذنبوبهم.. التى خانونى بها وسلوكهم معى الذى سلكوا بالخلاف.. أذكر ميثاقى" (لا 40:26-42).

? "إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب. فقد أذنبت تلك النفس فلتقر بخطيتها التى عملت.." (عر 6:5،7).

? "وتأتى إلى الكاهن الذى يكون فى تلك الأيام وتقول له: اعترف اليوم للرب إلهك إنى دخلت الأرض التى حلف الرب لآبائنا أن يعطينا إياها" (تث 3:26).

? "إن كنت قد كتمت كالناس ذنبى لإخفاء إثمى فى حضنى.." (أى 33:31).

? "فقال يشوع لعخان يا ابنى أعط الآن مجداً للرب إله إسرائيل، واعترف له وأخبرنى الآن ماذا عملت. لا تخف عنى" (يش 19:7).

? "فقال داود لناثان قد أخطأت إلى الرب، فقال ناثان لداود الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (2 صم 13:12).

? "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السموات" (مت 19:16).

? "وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء" (مت 17:18،18).

? "ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 22:20،23).

? "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه بزيت باسم الرب. وصلوة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له" (يع 14:5-16).

5- كان الرسل يوقعون التاديبات على الخطاة بدليل "ولكن إن كان أحد قد أحزن فإنه لم يحزنى بل أحزن جميعكم بعض الحزن لكى لا أثقل... مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذى من الأكثر ين" (2كو 5:2،6).

نتائج هذا السر :

1- مسامحة الخاطئ وغفران خطاياه "اعترف بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" (مز 5:32).

?"ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (أش 7:55).

? "من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 23:20).

? "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم" (1يو 9:1،10).

2- محو الخطية وعدم ذكر الله لها "قد محوت كغيمة ذنوبك وكسحابة خطاياك" (أش 22:44).

? "فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التى فعلها وحفظ كل فرائض وفعل حقاً وعدلاً فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التى فعلها لا تذكر عليه، فى بره الذى عمل يحيا" (حز 21:18،22).

3- التبرر من الخطية "اغسلنى كثيراً من إثمى ومن خطيتى طهرنى" (مز 2:51).

? "أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك" (لو 14:18).

4- نيل الخلاص والحصول على رجاء الحياة الأبدية "فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً إبن إبراهيم" (لو 9:19).

? "أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع" (1كو 5:5).

5- الانعتاق من عقاب الخطية "فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته، قال لهم: يا أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى" (مت 7:3).

? "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى فى النار" (مت 10:3).
? "كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 3:13).

6- المصالحة مع الله ونيل سلامه "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 1:5).

? "لأنه هو سلامنا الذى جعل الإثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط" (أف 14:2).

7- الحصول على رتبة البنوة التى فقدناها بالخطية "فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً. أقوم وأذهب إلى أبى وأقول له يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً، اجعلنى كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه" (لو 17:15-24).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010