المحبــة لا تطلب ما لنفسهـا .......!!




‘المحبــة لا تطلب ما لنفسهـا :
=====================

لمثلث الرحمات نيافة الأنبا مكــاري


المقصود بها : (أ لا تحب نفسك علي حساب غيرك و لا علي حساب ربنا . بل حب لغيرك ما تحبه لنفسك ) ,

أو حسب الوصية "أحب قريبك كنفسك " (مت 19:19 )

يفالمحبة مستعدة أن تتنازل عن مالها في سبيل محبتها للآخرين .

- و إذا كان الأمر لا يتسع أن أرضي نفسي و في نفس الوقت أرضي الآخرين , هنا المحبة تتنازل و لا ترضي نفسها بل ترضي الآخرين ..

لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها

- و كذلك في بعض المواقف بدافع المحبة يتحتم علي أن أتعب زيادة في سبيل أن أريح الآخر ,لأن هذه هي المحبة .

- تقول : " هل هذا وقت يحضر الي فيه و يطلب مني كذا ...و كذا .., وجاء الي في وقت غير مناسب" .

أقول :"كلامك صحيح و هو غلطان .و صحيح الوقت غير مناسب ...لكن من أجل المحبة و من أجل الوصية تتنازل و تعطي لأن الرب قال (مغبوط هو العطاء أكثر من الآخذ ) (أع 20 : 35 )"

’المحبــة لا تحتــــد:

- ماذا تعني كلمة احتد؟...

كلمة تحتد قريبة جدا من الغضب ..و تعني اغتاظ أو غضب ...

- و ربما الاحتداد و الغضب يقود صاحبه الي الحقد و يبدأ ينم علي الآخر و يتكلم ضده . ..يقول :" فلان عمل معي كذا ....و قال لي كذا ......"

إالمحبة لا تحتد ...

نعم هو صحيح أخطأ في حقك ..و قال لك كلام سئ..و تصرف معك تصف غير لائق ..لكن المحبة لا تحتد ..لأنك ان كنت بتحبه صحيح تحتمله و تمتص غضبه ..و الجواب اللين يصرف الغضب . .

و لا ترد الغضب بالغضب ..حتي ان كان هو المخطئ

ي و يوجد قول (شيطان لا يُخرج شيطان )..

بمعني ان : {إنسان أخطأ إلي (بإيحاء من الشيطان )..اذا أنا رديت عليه بخطأ مثله ( يبقي الشيطان دفعني لذلك )..و بالتالي شيطان لا يخرج شيطان }

- مثـــال :

موظف اتخطوه في الترقية ..يتذمر علي الله ويقول :" أنا لي حق أن أتزمر .لأنهم تخطوني في الترقية ..و كيف لا أتذمـــر ؟!!"

+أقولك: " صحيح أنهم تخطوك في الترقية ..لكن هذا تم بسماح من الله ..و هل يوجد شئ بيتم من غير اذن ربنا أو بدون سماح منه؟...

اعلم أن (كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ) (رو 8 : 28 )..و أيضا ( من الذي ذا يقول فيكون و الرب لم يأمر ) (مراثي 3 : 37 ) ..

و أيضا ... ربنا هو المتكفل بك سواء رقوك أم لا ..و سواء مرتبك زاد أم لا , و أنت رجائك علي ربنا هو الذي يعولك و يدبر أمورك كلها و أمور بيتك ..

`و لماذا أنت ساخط علي الرب!..و ربنا سيبارك في مرتبك ..

أين إيمانك و ثقتك الحقيقية بربنــا و اتكالك عليــه ؟

- (من يغضب علي أخيه باطلا ) (مت 5 : 22 ) يفسر أحد الآباء كلمة (باطلا) يعني من أجل أمور باطلة و زائلة .

.. لأن الغضب يجب أن يكون علي الأمور الخاصة بخلاص النفس فقط ..و غير ذلك يعتبر غضبا باطلا ..لأنه بيكون علي أمور زائلة و أمور عالمية باطلة

- المحبة لا تحتد :

و المثل الشعبي يقولك (حبيبك يبلعلك الزلط ).احتمل ..لأن المحبة لا تحتد

“المحبــة لا تظن الســوء:

ليس المقصود هو الظن فقط ..و لكن أيضا عدم التفكير بالسوء ..و عدم التفكير بالشر بصفة عامة ..و ليس سوء الظن فقط

- المحبة لا تفـكر في الشـــر :

يعني يخطر بفكري أفكار تقول أن" فلان كذا ...و كذا ... " أقول:" لا " ...

هذا الفكر من عدو الخير , أنا لا أفكر بالسوء عليه لأني ان أسأت الظن به سيتحرك قلبي بالحقد عليه.و ممكن أفكر في الانتقام منه ..

لكن المحبة لا تفكر في الشر و لا تسئ الظن بالآخرين ,

… تقول لي:" فلان أخطأ في ..... و أنا متأكد أن هذا ليس ظن بل هو حقيقة 100 % أنه أخطأ في."

أقولك :"صلي من أجله و لا تغير موقفك منــــه " ..

و لا ترد الشر بالشر كقول القديس بولس (غير مجازين عن شر بشر .أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عاملين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة ) (1 بط 3 : 9 )

… كذلك يقول القديس بولس (نشتم فنبارك .نضطهد فنحتمل .يفتري علينا فنعظ ) (1 كو 4 : 12 )

… تقول لي :" نشتم فنبارك ..كيف هذا ؟ " ..

أقولك :"نعم هذا هو الصح و هذا ما يطلق عليه قوة رد الفعل , ..نشتم فبنارك ..هذه قوة ."

… تقول لي : "حاضر اذا انسان شتمني سوف أسكت و لن أشتمه و لن أرد عليه الشتيمة "

أقولك : " لا ...الأقوي من السكوت هو أنك اذا شُتِمت ..تبارك , لأن ذلك يعتبر قوة رد الفعل ..بمعني الفعل شرير ...لكن رد الفعل خير ....."

”المحبــة لا تفـرح بالإثـــم:

…واحد يقول أن :" فلان حدث له كذا ..و كذا .... " ,

يرد الآخر و يقول :" يستحق ذلك بسبب الخطية التي يعملها ..و لأنه هو كذا ...و كذا ."... !!!!!!!!!

… الانسان المحب ليس فقط لا يفكر بالسوء من ناحية الآخرين , بل اذا سمع عن شخص حدث له سوء لا يفرح بل يقول :" كلنا خاطيين ..كلنا ناقصين ..و هذا الشخص مسكين ربنا يرحمه و يرحمنا و ينجينا . و واجب أن تصلي من أجله ."

… و يجب أن لا نفرح بضيقة أي انسان ..و اذكر كلام الرب الذي قال (بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ) (مت 7 : 2 )

و في سفر الأمثال ( لا تفرح بسقوط عدوك و لا يبتهج قلبك اذا عثر لئلا يرى الرب و يسوء ذلك في عينيه ) ( أم 24 : 17 )

… المحبة لا تفرح بالاثم :

و الانسان المحب تتحرك فيه مشاعر الرحمة نحو الانسان الخاطئ ,,و لا يتسلي بالمصيبة التي أصابت هذا الانسان الخاطئ أو بالشر الذي عمله ....لأن المحبة لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق ....

•المحبــة تفــرح بالحـــق:

إ الإنسان المحب حين يسمع أن فلان عمل خير يفرح ...و يقول : "الرب يثبته و ينميه في هذه الموهبة و في النعمة و الفضيلة ."

المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق و بالعدل و السلام و الثقة و الصلح بين الناس ..المحبة تفرح بذلك و لا تفرح بالاثم .



- و فيما يلي سنتكلم عن صفات و خصائص ايجابية عن المحبــة

- المحبــة تحتمــل كــل شـئ:

† تحتمل الإساءة و الإهانة و الشتائم و الإضطهادات و المرض و الفقر .

تحتمل كل شئ و هذه الآية تذكرنا بالتطويبة الأخيرة التي قالها الرب يسوع

( طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين..افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم.) ( مت 5 : 11 , 12 )

† كما أن المحبة تحتمل كل شئ ..كذلك فهي تستر علي كل شئ ..تستر علي الخاطئ و لا تشهر به .و لا تنشر خطيئته

*و هذا ما يتمناه الانسان لنفسه عندما يخطئ أن خطيئته لا تنكشف ..يعني المحبة تجعلنا نتصرف بالمثل تجاه أخطاء الآخرين .

† ممكن تعاتب المخطئ بينك و بينه علي انفراد ..و تعرفه خطأه لكن من غير ما تشهر به ,

و إذا كان المخطئ صغير السن ممكن بمحبه تلفت نظر والده أو والدته باعتبارهم المسئولين عنه لكي يهتموا بتربية ابنهم ,

لأن المحبة تحتمل كل شئ

و تستر علي كل شئ .



- المحبــة تصــدق كل شـئ:

† تقول لي " يعني الواحد يبقي عبيط . و كل انسان يقول لي علي حاجة أصدقها و يمكن ما يقوله لي يكون كذب "

أقولك :" ان المحبة لا تتعارض مع الحكمة و لا مع الحرص "

يعني كل حاجة خطأ ممكن ربنا يغيرها و يحولها و تبقي صح , كل حاجة سيئة " المحبة تؤمن و تصدق أن ربنا قادر أن يغير السئ للأحسن " ..لأنه حيثما كثرت الخطيئة و تحول الظلمة الي نور ..

† تصـدق كل شـئ :

أي أنها لا تفقد الأمل و الرجاء في أي انسان , و لاتقول أن فلان لا توجد منه فايدة , و أنا قدمت له محبة كتير خلاص لا تنفع فيه المحبة ..

أقول لك ".لا ..."

- المحبة تصدق كل شئ بمعني أنها تصدق و تؤمن أن الله قادر علي تغيير كل شئ ..و علي تغيير كل انسان ...

- المحبــة ترجــو كل شــئ:

ترجو كل شئ من الله و تصدق كل شئ في الله ..بمعني أنها لاتفقد الرجاء و لا تيأس .. (من أن الله قادر علي تغيير كل ما هو معاكس )

- المحبـة تصـبر علي كـل شـئ :

المحبة و الصبر صفتان متلازمتان , و من أهم صفات المحبة ..الصبر ..و طول الأناة و الاحتمال , فالمحبة تصبر علي كل شئ

- قصة عن المحبة:

توجد قصة في بستان الرهبان4 تقول :

كان هناك إنسان مديون لآخر بمبلغ كبير ..و صبر عليه سنوات طويلة حوالي 10 سنوات ..فصديقه قال له :" أنا متعجب كيف أنت صابر عليه كل هذا الوقت و لم تتخذ معه أي إجراء" ,

فأجابه :"أنا باتذكر دايما صبر ربنا علي و هذا ما يجعلني صابرا علي أخي "

…معلمنا بولس الرسول بعدما ذكر الصفات السابقة عن المحبة ..أخيرا قال...

- المحبـة لا تسقـط أبـــدا :

يعني العمل الناتج عن المحبة لابد أن ينجح , و لا بد أن يأتي بثمر , فالمحبة لا تسقط أبدا .

كما قال الحكيم (ارمي خبزك علي وجه المياه فأنك تجده بعد أيام كثيرة ) (جا 11 : 1 )

و لا يمكن أن تخسره , مع أن العمل يظهر أن ليس له قيمة .و ليس فيه حكمة , انسان يرمي الخبز علي وجه المياه في البحر ..لكنه يقصد أن المحبة لا تسقط أبدا .

& قصة أخري عن المحبة :-

القديس بيمن كان له جار و يعرف أن سلوكه ردئ .و توجد امرأة بتدخل عنده و حملت منه .

- و في أحد الأيام رأي القديس المرأة باتت عند المخطئ و بالليل سمع صوت يدل علي أن المرأة تعاني من آلام الوضع .

- و القديس بيمن كان عنده جرة نبيذ ( و أحب أن أعرفكم أن في ذلك الوقت كان لا يوجد أي مشروبات لا شاي و لا قهوة . و المشروب الوحيد الذي كان يشربوه هو النبيذ علشان البرد , و غير مصرح لهم بأكثر من 3 أقداح نبيذ .و قدح النبيذ حجمه صغير في حجم فنجان القهوة ).

- فقال القديس بيمن لتلميذه:" خذ جرة النبيذ .و أطرق باب الرجل (فلان ) المجاور لنا و أعطيه جرة النبيذ لأه في احتياج اليها اليوم ."

- و حين استلم المخطئ الجرة فكر و فهم أن القديس بيمن عرف بخطيئته و لذلك أرسل اليه النبيذ في هذا اليوم .

- و كانت نتيجة هذا التصرف ....

أن روح الله حرك هذا المخطئ لكي يراجع نفسه و يقدم توبة ..و بعدما أعطي المرأة كل شئ صرفها بهدوء و سلام ..و ذهب الي القديس بيمن و اعترف له بخطيئته ..و قال له :" أنا من اليوم تائب أمام الله و علي يديك ..و سوف أعيش لك تلميذا و تحت ارشادك ."

- فالمحبة لا تسقط أبدا ..

المحبة ترجو كل شــــئ ..

.تقول لي:" ..هي المحبة حجمها ايه؟.. ."

.أقولك :" المحبة رأسها برأس ربنا ...المحبة مثل ربنا بالضبط "

و المخلص له المجد عندما أوصانا قال (هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا ) .....بأي مقدار؟.....بمقدار حبي لكم (كما أحببتكم أنا ).

++ نعم الحب هو اللــــــــه ++

(الله محبة و من يثبت في المحبة يثبت في الله و الله فيه ) (1 يو 4 : 16 )

المحبــــة و المشاكــل الأسريــــة :

…زوج يحضر عني باستمرار و يقول:" مشكلتي هي زوجتي .."و لا توجد عندي أي مشكلة الا زوجتي ....و هي مشكلتي الوحيدة " , و يظل يشكو منها باستمرار ......

… ربنا بيرسل لكل واحد منا حاجة تؤلمه , زوج يقول أنا مشكلتي زوجتي , لكن لو فهم الموضوع كان يقول:" هذه فرصة جيدة لكي آخذ أكليل بسبب احتمالي لزوجتي ."

… و هي أصبحت شريكة حياتك هل تستمر طول عمرك تشتكي منها , فهي نصيبك من ربنا ..خلاص مفروض تقول :" أشكر ربنا علي نصيبي..

و ربنا أرسل لي حاجات توصلني الي السماء "

… و أين هي المحبة التي تحتمل كل شئ ,

و كيف تطلب من ربنا أن يحتملك و أنت لم تحتمل الآخرين ؟!!

… كذلك نفس الشئ سيدة تقول :" مشكتي هي زوجي و باستمرار تشكو منه" ..لكن عليها أن تصبر و تحتمل و تعامله بمحبة و طول أناة ..لأنه نصيبها من ربنا وواجب أن تشكر ربنا لأنه أرسل لها اكليل و تصلي لأجلــــــه و كلها ثقـــــــة في يد الرب التي تعمل لأن أيضا المحبة تصدق و ترجو كل شئ .

… المحبة لا تسقط أبدا ..المحبة هي التي توصل الانسان للسماء , الايمان (بدون محبة ) لا يوصل للسماء .

لقد قال القديس أغاثون مرة ( لم أنم يوما و أنا حاقد علي انسان , كما أني كنت أجتهد أن لا أبيت و أنا جاعل أي انسان حاقد علي حسب المكتوب " لا تغرب الشمس علي غيظكم " )


ربنا يبارك تعبك تسونى تى تى فعلا موضوع شيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010