دبر حياتنا

++ دبر حياتنا ++
================
قصة حقيقية
-------------

كم من مرة نامت ليزا ودموعها تنساب ، فهي تشعر بالعذاب عندما توصل ابنتها إلى المستشفى في أستراليا لتعمل غسيل كلى ، ثم تعود بها بعد عدة ساعات ، ويتكرر هذا الأمر مرتين في الأسبوع ، فابنتها الشابة عمرها 17 سنة و تتمنى أن تراها تتمتع بحياتها مثل كل الشابات ، كم بذلت جهد في تخفيف آلام ابنتها ولكن من يمسح دموعها ؟ إنها تعيش في بلد غريبة و قد مات زوجها في الغربة ، فعندما يفيض بها الكيل ، تذهب لتصلي في الكنيسة وتستمد قوة من الله و تشتري بعض الشرائط لتسمع العظات التي تقوي إيمانها.

وفي يوم سمعت عظة للأنبا يؤانس يحكي فيها قصة سيدة كانت تعيش في الأقصر و ليس لها أي مورد سوى بعض الجنيهات القليلة التي تأخذها أجرة عن عملها كخادمة و تعود لتصرفها على ابنتها وقرة عينها و كم سعدت عندما رزقها الله بشاب من أسرة تقية يريد الزواج من ابنتها ولكن من أين لها بمصاريف الزواج و شراء حجرة النوم و الجهاز خاصة أن أسرة هذا الشاب على مستوى مرتفع ، ففي كل مرة تذهب للكنيسة و تسمع الكاهن يقول : دبر حياتنا كما يليق ، تظل تردد هذه العبارة من أعماق قلبها.

ذهب الأنبا يؤانس مع اللجنة لبحث حالة فقراء المنطقة ، فإذا بإحدى قريباتها تذهب وتحكي له ظروف هذه السيدة تأكد الأسقف من هذه المعلومات وأمر لها بمساعدة كبيرة و تم الزواج و سعدت الأم وابنتها.

سمعت ليزا هذه القصة ، فذهبت للكنيسة و تضرعت بحرقة شديدة لله وقالت : ياربي يا من دبرت أمر هذه السيدة..... إني لا أحتاج للمال ، بل أحتاج ليدك ، إن كنت تريد أن تظل ابنتي هكذا طول العمر ، فلتكن إرادتك ، فقط اطلب منك أن تدبر حياتنا كما يليق بصلاحك "

ولم يمر أكثر من شهر حتى أجريت عملية زرع كلى لابنتها رغم كثرة العقبات التي ظلت سنوات تحول دون إتمام هذه العملية و شفيت ابنتها.

و بعد مرور أسبوعين وصل للأنبا يؤانس خطاب مع أحد المهاجرين الذين عادوا لزيارة أهلهم ، ظن سيدنا إنه يحوي مشكلة أخرى من مشكلات المهاجرين ولما فتحه وجد عنوانه ( دبر يارب حياتنا كما يليق ) و تسبحة شكر رائعة من السيدة ليزا تحكي قصة شفاء ابنتها مع مبلغ هائل من المال تطلب من الأسقف تسليمه لمريض بالكلى تعبيرا عن شكرها لله.

أخذ الأسقف هذا المصروف و ذهب ليسلمه لقداسة البابا و إذا بأول حالة تعرض على قداسته في لجنة البر ( لجنة لمساعدة المحتاجين ) هي حالة شاب مريض بالكلى كل أمله مساعدة في عملية زرع الكلى بعد أن قاسى الأمرين.

لا تتعجب يا عزيزي من تدبير الله لحياتنا ، فهو ضابط الكل و في نفس الوقت هو محب البشر يدبر كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ليقودنا في موكب نصرته.

قد لا تفهم الآن حكمته في ترتيب حياتك ، لكن تأكد إن الله أشد حنانا عليك من نفسك ، فقط سلم له حياتك

"أنت تحتضن وجودى برعايتك و كأنه لا يوجد آخر سواى، تسهر علىّ و كأنك قد نسيت الخليقة كلها، تهبنى عطاياك و كأنى وحدى موضع حبك" (القديس أغسطينوس)

"إحفظنى يا الله لأنى عليك توكلت" (مز 16 : 1)

"فى يوم خوفى أنا عليك أتكل" (مز 56 : 3)

"أنظروا إلى الأجيال القديمة و تأملوا، هل إتكل أحد على الرب فخزى" (سيراخ 2 : 11)

"عليك إتكل أباؤنا، إتكلوا فنجيتهم. إليك صرخوا فنجوا، عليك إتكلوا فلم يخزوا" (مز 22 : 4 - 5)

"عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى" (مز 94 : 19)

"به تفرح قلوبنا لأننا على إسمه القدوس إتكلنا" (مز 33 : 21)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010