قيامة يسوع المسيح
" ليس هو ههنا لأنه قام " ( مت 28 : 6 )
+ اليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد ، فكل عام وأنتم بخير .
+ وإذ نحتفل بقيامة رب المجد يسوع من الأموات ، فإنما نعلن مجد المسيحية ، وسموها وتعاليمها التى تتمثل فى خدمة السيد المسيح له المجد من بدايتها إلى نهايتها .
+ إن الملاك الذى بشر النسوة بقيامة المسيح قائلاً : " ليس هو ههنا لأنه قام " ، كانت هذه رسالة لعالم مضروب بالخطية والأحزان والهموم والشقاء ، فقبل قيامة المسيح لم يكن سلام حقيقى على الأرض ، ولا فرح حقيقى ، ولكن بقيامته حصل العالم على السلام الكامل إذ قال : " سلام لكم " ( لو 24 : 36 ) ، ( يو 20 : 19 ، 21 ) .
+ لقد ظن اليهود أنهم تخلصوا من خصم عنيد ومنافس خطير ، عندما وسدوه القبر الجديد ، ووضعوا عليه حراسة مشددة من الجند مدججين بالسلاح ، بعد أن ختموه بخاتم الوالى الرومانى ، ، وكأنهم بذلك ضمنوا بقاء الميت ملفوفاً فى الأكفان ، حيث لن ترى عيناه النور ، انهم حسبوا لقيامة المسيح ألف حساب ، وسلحوا أنفسهم بكل سلاح ، لعلهم يحولون دونها أو يمنعونها ، ولكن خاب ظنهم ، وانتصر يسوع رغم تدابيرهم .
وها هو القبر الفارغ ، والحجر الكبير المدحرج ، والأختام المهشمة ، أدلة ناطقة بانتصاره على الموت ، وكيف يبقى الحى بين الأموات ؟ .
+ فعيد القيامة هو عيد إنتصار الحياة على الموت " اين شوكتك أيها الموت ؟ أين غلبتك أيها القبر ؟ وايتها الهاوية ؟ " .
+ لقد قام المسيح من القبر " ناقضاً آلام الموت ، إذ لم يكن ممكناً أن يمسكه الموت " ( أع 2 : 24 ) . وكيف يموت من قال عن نفسه : " انا هو القيامة والحياة ، من آمن بى ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن بى فلن يموت إلى الأبد " ( يو 11 : 25 – 26 ) .
+ ولكن ماذا أعطتتنا القيامة ؟
1 - قيامة المسيح أماتت الخطية التى ملكت على العالم
2 - وقيامة المسيح أبادت سلطة الشيطان وانقذتنا من أسره
3 – قيامة المسيح كسرت شوكة الموت
4 – قيامة المسيح علمتنا أن وراء القبر حياة أبدية .
+ وانظر إلى التلاميذ كيف غيرتهم القيامة تغييراً كبيراً ، فمن جبناء ( هربوا وقت الصلب وأختبأوا فى العلية ) إلى أشداء ( أعلنوا بجرأة وشجاعة فى الهيكل بقيامته ، واحتملوا الآلام والضرب بفرح فى خدمتهم وكرازتهم ) ، فقيامة المخلص أكدت لهم الحياة الأبدية ، ان ملكنا حى فنحن فيه أحياء .
" وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب " ( يو 20 : 20 ) ، فرحوا إذ رأوا مخلصهم قائماً بعد موته ، ونحن نفرح معكم يا تلاميذ الرب ، ويفرح معكم جميع شعب المسيح الذين رأوه بالإيمان .
+ أحبائى .. هلموا نفرح مع التلاميذ بقيامة رب المجد ، ولنلبس الزينة الفاخرة الروحية ، ولنمجد بكل قلوبنا قيامة فادينا الكريم .. ولكن فرحنا لا يكون كاملاً إلاّ إذا فرحنا بقيامتنا معه ، فلنقم من موت الخطية ، فإن كان قد قام فلنقم معه .
+ المتعلقون بالعالم لم يقوموا بعد مع المسيح ، فإن النسوة ( عند القبر ) احترن قائلات : " من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر " . وأنت أيها الخاطئ على هذا المنوال ، قد وضعت أحجاراً عدة فوقك حتى تمنعك من أن تقوم من شرك .
+ ليتك تبذل الجهد وتدحرج هذه الأحجار عنك فتقوم لحياة جديدة .
+ ان يوم القيامة يوم فرح ، ولكنه ليس للجميع ، فرح للمؤمنين الذين قاموا مع المسيح ، وحزن للذين لم يقوموا بعد .
+ فلنفرح فى هذا اليوم بقيامة الرب يسوع ، وليكن فرحنا كاملاً ( بتوبتنا ) وفرح بالروح لا بالجسد ، ولنشكر الله على عطيته التى لا يعبر عنها ، وعلى أمجاد قيامته التى وهبها لنا فى المسيح يسوع ، وأنوار قيامته التى أشرقت فى قلوبنا ليقودنا فى موكب نصرته إلى مجده الأبدى
وكل عام وأنتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.