أحد الشعانين
" ابتدأ التلاميذ يفرحون ويسبحون الله " ( لوقا 19 : 37 )
+ نحتفل اليوم بأحد الشعانين ( وهى من الكلمة العبرية " هوشعنا " أى يارب خلصنا . وفى اليونانية والقبطية " أوصنا " ، ويسمى الأحتفال بهذا اليوم أيضاً " أحد السعف " ( الخوص ) .
+ وقد ركب ملك الملوك أتاناً وإبنها الجحش ( رمزاً لأنه سيملك على اليهود والأمم ) ، وكان الرب قد أعلن احتياجه لهذا الحيوان البسيط ، وهو درس عملى وهام فى الإتضاع فلم يطالب بحصان مزركش ، كالملوك العظام .
+ والرب محتاج اليك الآن ليستخدمك فى خدمة أورشليم ( الكنيسة ) فهل توافق وتنال بركة الخدمة العظيمة ، فى الملكوت السعيد ؟! .
+ ولم يوضع على الحمار سرج ، بل فرش التلاميذ ملابسهم عليه ، ولم يمد الناس له الأبسطة على الأرض ، بل الملابس ( لو 19 : 36 ) فما أعظم إتضاعك يارب المجد !!.
+ تضمنت تسبحة الناس قولهم " هوشعنا " أى " خلصنا يارب " فهو وحده القادر على خلاص كل البشر .
+ وكانت تستخدم تلك الكلمة فى التسبيح لله ، والهتاف ، وعند الفرح والترحيب بشخصية عظيمة .
+ واستقبله البسطاء والأطفال بالورود والزهور ، وسعف النخيل ، الذى يرمز لنقاوة القلب ، وإحتمال الآلم بشكر ( يقذف الناس النخيل بالأحجار فتلقى بأطيب الثمار ) .
+ وأنت ( يا عزيزى / يا عزيزتى ) حين تمسك بسعفتك ( الخوص ) مشاركاً الجموع (الكنيسة ) لاستقبال الرب يسوع ، تأكد أن قلبك يهتف بفرحة خلاصه لك ، رغم عدم إستحقاقك .
+ ويبقى سؤال فى هذا المقام : هل خلاص المسيح يعمل فيك وفى حياتك اليومية ، وفى بيتك ليطهرك من كل خطية ؟ هل حياتك تعلن عن حصولك على الخلاص حقاً ، وهل حركاتك وسكناتك ونظراتك ، وكل أفعالك ، كلها تعلن عن بركات هذا الخلاص ؟ اسأل نفسك ؟!
+ دخل يسوع أورشليم كملك ، لكن نراه يبكى ! ، لم يعبأ بذلك المظهر المفرح ، لأنه كان يرى المستقبل ، بكى على أورشليم العاصمة والرافضة طريق الخلاص ، وتنبأ بخرابها وتشتت شعبها ، وهلاك كثيرين وحرق الهيكل ، وهو ما حدث بالفعل سنة 70 ميلادية على يد تيطس القائد الرومانى ، وهذا نتيجة عصيان الشعب الرافض للرب يسوع ، وهى النتيجة المحتومة لفعل الشر والتمرد على وصايا الله .
+ ولقد بُهت الكتبة والفريسيون عندما شاهدوا الجماهير تحيى المسيح تحية الملوك الظافرين ، لأنهم أعتبروه أقل شأناً منهم نظراً لوداعة حاله ، وظهر حقيقة قلب رؤساء الكهنة الحاقدين والحاسدين ، فى كلامهم مع المسيح ، وتدبيرهم مؤامرة لقتله ( لو 19 : 47 ) ، بسبب غيرتهم الغير مقدسة من نجاح خدمته ، وخوفاً على مناصبهم ، ودخولهم الكبيرة جداً .
+ ويجب أن نلاحظ رغم تلك كل مظاهر الفرح ، أنه كان ينتظر الفادى صليباً والآماً شديدة .
وبالتالى فهناك - فى العالم – ستقابلنا الآم كثيرة ، ويمكن أن نجتازها بحمل صليب الرب بفرح وصبر وشكر ، وسوف تخف تلك الحمولة ، لأنه سيحمله معنا .
+ ولندرك أن بعد الآم الصليب ، هناك قيامة وفرح وتسبيح دائم بالسيد المسيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.