ما الهدف وراء عمل تمثيلية القيامة

+ ما أجمل أن نعيش أفراح القيامة .. ونتذكر لأعظم قصه حب . وذلك الحب العجيب الذى نرى فيه صاحب العظمة والجلال ، الإله الخالق متنازلاً فى إتضاع كامل بإرادته وحدة أخذاً صورة عبد محتملاً الصلب ، باذلاً ذاته عنا نحن جبلته لكى يمنحنا الفداء معطياً لنا ميراثاً فى ملكوت السموات .

+ الكنيسة تبدأ هذه الأفراح بتمثيل القيامة فتذكرنا بهذا الحب العظيم .. وفيها تصور الرب يسوع كملك عظيم إقتحم الاخطار وحارب الأعداء وانتصر عليهم ، ثم عاد رافعاً رايات النصر .. فترتفع أصوات الفرح فى عاصمة ملكه ليستعد الجميع لإستقبال موكبه العظيم بما يليق من الاكرام .

+ وفى قداس عيد القيامة بعد قراءة الابركسيس .. ويرتل الشمامسة (برلكس) " ياكل الصفوف السمائيين ، ... الخ " .. ثم تبدأ تمثيلية القيامه التى تحمل معانى روحيه عظيمه كالأتى :-

1- يدخل الكهنه داخل الهيكل ثم تغلق أبوابه حتى ينتهى الحوار بين من فى داخله ومن فى خارجه وفيه اشارة إلى غلق باب الفردوس بعد أن أخطأ أدم وحكم عليه بالموت وطرد منه .. أيضا فيه إشارة إلى أن قيامة المخلص تمت والقبر مغلق ومختوم والظـلام باقى حيث أضيئ بنور القيامة ...

2- بعد غلق الابواب تطفأ الانوار ، إشارة إلى الظلام الذى كان محيماً على البشرية كلها منذ عصيان آدم حتى مجئ السيد المسيح . لتتم النبوة " الشعب الجالس فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً "

يبدأ حوار بين شماس يقف خارج الهيكل مع كبير الكهنة بداخل قائلاً :

1- إخرستوس آنستى ( أى المسيح قام ) ثلاث دفعات ، وفى كل دفعه يجاوب كبير الكهنه من الداخل بقوله : أليثوس أنستى ( أى بالحقيقة قام ) .. وفى ذلك إشارة إلى إذاعة بشرى القيامة بواسطة الملاك للنسوة فى فجر الأحد ( مز 16 : 6 ، لو 24 : 7 ) " .. ويرد الشماس من الخارج قائلاً (بالعربى ) " المسيح قام " ثلاث دفعات فيجاوبه كبير الكهنه فى كل دفعه بالحقيقة قام " ، وفى ذلك تأكيدأ بالإيمان بالقيامة.

.. ثم يقول الشماس : إفتحوا أيها الملوك أبوابكم وإرتفعى أيتها الأبواب الدهرية " ( مز 24 : 7 ) ، مرتين .. ولا يجاوبه كبير الكهنة بشيئ .. وفى المرة الثالثة يقول : " إفتحوا أيها الملوك أبوابكم وإرتفعى أيتها الابواب الدهرية ليدخل ملك المجد " .. ( قد سميت بالابواب الدهرية لأنها ليست مادية ، كما أنها غير قابلة للفساد ولأن منها يتم الدخول إلى الحياة الأبديه الدائمة ) .. ثم يسأله كبير الكهنه من الداخل بقوله : " من هو ملك المجد " ؟ فيجيبه بقوله : الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب هو ملك المجد " ( مز 24 : 8 – 10 ) .. ثم يقتحم الباب بقوة فيفتح وتضاء الشموع والأنوار .

+ وتفسير هذا الحوار : هو أن رئيس الكهنه رسم للمسيح ، والهيكل رسم للسماء، والترنيمة النبوية هى التى أنشدها الملائكة عند صعود السيد المسيح .. فإنهم لما نزلوا لخدمة الرب يسوع صرخوا إلى الرؤساء العلويين ان يستعدوا لاستقباله .. فيدخل ملك المجد بالكرامة اللائقة لأنه هو الرب القدير القوى الجبار القاهر فى الحروب ذو الجلال والقدرة رب الجنود ورئيس

خلاصنا الذى لايقهر . .. كما تشير الآبواب الدهرية إلى قلوب العالم المستعبدة لإبليس دهوراً طويلة ، وانفتاحها بالقيامة هو ترحيب بالقائم المنتصر وتمجيد له لطرحِه الشيطان خارجاً .. كما تشير غلى أبواب السماء التى أغلقتها الخطيه وفتحها رب المجد بدمه .

+ أما القرع على باب الهيكل مع المناداة بفتحه : فيشير إلى القرع على قلوب البشر هى فى الأصل مسكن الله وملكوته الذى إغتصبه إبليس وإسترده الرب بالفداء .

1- يفتح باب الهيكل بعد القيامة : وفيه إشارة إلى أن مخلصنا قد فتح باب الفردوس بصلبه وقيامته ، وأن العداوة التى تسببت لآدم وذريته بسبب غواية ابليس قد زالت وتم الصلح بين الله والإنسان وفيه مناداة لنا للاقتراب من الله لكى ننعم بالاقداس السماوية . ( عب 9 )

2- ثم تضاء الأنوار بعد إعلان القيامة وفتح الأبواب : الذى فيه إشارة إلى النور الذى انبثق للمؤمنين بقيامة السيد المسيح وإلى القبر الذى لم يعد مظلماً بعد أن أنار المخلص طريق الخلود الذى لم يعد مجهولا ، بل فى نور القيامة أصبح عقيدة لاشك فيها ولا غموض ...

دور أيقونه القيامة : بعد فتح الآبواب يدور الكهنه والشمامسة فى الهيكل ثلاث دفعات ، حاملين الأيقونة والصلبان والمجامر والشموع .. ثم يطوفون البيعة ثلاث مرات وبعدها يصعدون إلى الهيكل ويدورون حوله دورة واحدة ، فيكون مجموع الدورات سبعاً ... ذلك كما طاف يشوع بن نون والكهنه حاملين الآبواق حول أسوار أريحا سبع مرات فسقطت الأسوار ودفعت المدينة ليد نبى إسرائيل ..

1- وهذا يذكرنا أنه يموت المسيح وقيامته تحطمت أبواب الجحيم وتكسرت متاريسه الحديد وأخرج المسبيين هناك (بزلة آدم).

+ يبدأون دورة القيامة بتسبحه القيامة وهى أخرستوس أنستى إكنكرون أى المسيح قام من الأموات .. الخ .

وغرض الكنيسة من دورة الأيقونة بالترتيل هو :

أولا : إعلان فرحها بقيامة الرب بصورة فعلية تحرك قلوب المؤمنين لحمده وتمجيده .

ثانيا تنفيذاً لقوله :" سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم .. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح . ( يو 16 : 22 ، 20 )

ثانياً والكنيسة تجرى هذه الدورة من ليلة عيد القيامة إشارة إلى ظهور الرب لتلاميذه وللنسوة بعد قيامته فى اليوم ذاته .. ويستمر ذلك من أول الخمسين المقدسة إلى يوم الصعود تذكارأ لتردده على تلاميذه بعد القيامة . " الذين أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله ( اع 1 : 3 ) .. أما أبطال الدورة من عيد الصعود ، فهو لتعليمنا أن الرب يسوع صعد إلى السماء فى يوم الأربعين من قيامته . ( يو 24 : 51 )

ثالثاً : ويلاحظ أنه لا يقرأ السنكسار طوال الخمسين المقدسة حيث أن أفراح القيامة فوق أى فرح بأعياد القدسين والشهداء .. نرجو من الله أن يعطينا التمتع بأفراح القيامة دائماً

أ . مجدى وهبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010