البطيخة المسمومة

البطيخة المسمومة

تحذير !

توجد بطيخة واحدة مسمومة لا يعرفها إلا المزارع

هذا ما وجده مينا مكتوبا على لافتة كبيرة بخط والده المزارع

اندهش مينا مما كتبه والده , فقال له :ما هذا يا أبى ؟!

فقال له الوالد : إذ بدأ ثمر البطيخ يكبر , يأتى اللصوص ليلا و يسرقونه , مستترين بالظلام.

فقال مينا : كيف تضع سُما يا أبى فى البطيخة ؟!! فربما تموت عائلة أو عائلات بلا ذنب ؟!

رد الوالد : إنى لم أحقن أى بطيخة بالسم

مينا : إذن آسف... ما قد كتبته ليس صدقا !

الوالد : أعلم أنه ليس صدقا و لكنه ليس بالمعنى الحقيقى للكذب ... إنها كذبة بيضاء

أنا لم أجد وسيلة أمنع بها اللصوص من السرقة سوى تلك الكذبة

مينا : هل تخسر أبديتك يا أبى بالكذب من أجل البطيخ ؟!! ألم يقل الرب :

" و أما الخائفون و غير المؤمنين ... و جميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار و كبيريت الذى هو الموت الثانى " ( رؤ 8:21 )

الوالد : ماذا أفعل يا ابنى ؟

مينا : لا تكذب يا ابى مهما كلفنا الأمر.

لكن المزارع صمم على تثبيت اللوحة فى مدخل حقل البطيخ حتى لا يقترب إليه اللصوص.

وجاء اللصوص ليلاً ووجدوا اللوحة. و بدأوا يتساءلون: " هل بالحق حقن البطيخة بالسم؟ "

و اختلفوا فيما بينهم فى معرفة ما إذا كان المزارع حقن البطيخة بالسم أم لا... و أخيرا قرروا أن يتركوا الحقل لئلا يتسمم أحد منهم.

حزن مينا إذن و جد والده قد ثبت اللوحة الكاذبة فى مدخل حقل البطيخ , و عندما عاتب والده , قال له الوالد مبتسما : " لنا الآن أربعة أيام لم يقترب اللصوص إلى الحقل... ألا ترى أن خطتى نجحت ؟ "

رد مينا: ربما تظن أنها نجحت , لكنك أغضبت الله , مما يحرمنا من بركاته .

رد الوالد: الله يعلم ما فى قلبى , و أنه لا طريق للخلاص من هؤلاء اللصوص إلا بهذه الكذبة البيضاء.

و إذ عبر الأسبوع ... عاد مينا إلى البيت ليجد والده حزينا جدا , فسأله عن سبب هذا الحزن

فأجاب الوالد: لقد نزع اللصوص لوحتى .. ووضعوا لوحة جديدة كتبوا عليها:

" يوجد بالحقل بطيختنان مسمومتان "

ها أنا فى حيرة شديدة.. إن كانوا بالفعل قد حقنوا بطيخة بالسم , أم يكذبون مثلى. لست أدرى ماذا أفعل؟ لا استطيع أن أقوم ببيع البطيخ أو أكله... لقد خسرت الحقل كله!

علق مينا على كلام أبيه: يا ابى بالكذب خسرت ماهو زمنى و ماهو أبدى.. إذ كيّلت للناس كذبا.. هم كيلوا لك بذات الكيل بزيادة !

لأقتنيك أيها الحق الأبدى

فلا استطيع أن أكذب قط!

هب لى أن أنطق بالحق , مهما كانت تكلفته

ولا أنطق بالكذب مهما بدت مكاسبه.

أنطق بالحق فأقتنيك أيها الحق الأبدى

مقتبسة عن قصة للقمص تادرس يعقوب ملطى

لكن ما كان لي رِبحا فهذا قد حسَبته من أجل المسيح خَسارة. بل إني أحسب كل شئ أيضا خسارة من أجل فَضْل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء و أنا أحسَبها نُفاية لكي أربح المسيح ( فيلبى 7:3- 8 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010