صومها - أعيادها - رموزها |
بقلم قداسة : البابا شنودة الثالث |
صوم العذراء: تحتفل الكنيسة أول مسري 7 أغسطس بصوم السيدة العذراء, وهو صوم يهتم به الشعب اهتماما كبيرا, ويمارسه بنسك شديد, والبعض يزيد عليه أياما. وذلك لمحبة الناس الكبري للعذراء. وصوم العذراء مجال للنهضات الروحية في غالبية الكنائس. يعد له برنامج روحي, لعظات كل يوم, وقداسات يومية أيضا في بعض الكنائس, حتي الكنائس التي لا تحمل اسم العذراء. ويقام عيد كبير للسيدة العذراء في كنيستها الأثرية بمسطرد. بل تقام أعياد لقديسين آخرين في هذه الأيام أيضا: فعيد القديس مارجرجس في دير ميت دمسيس يكون في النصف الثاني من أغسطس, وكذلك عيد القديس أبا مقار الكبير. وعيد القديس مارجرجس في ديره بالرزيقات. وفي نفس صوم العذراء نحتفل بأعياد قديسات مشهورات: مثل القديسة بانيسة 2 مسري: 8 أغسطس, والقديسة يوليطة 6 مسري: 12 أغسطس, والقديسة مارينا 15 مسري: 21 أغسطس. بل أثناء صوم العذراء أيضا نحتفل بعيد التجلي المجيد يوم 13 مسري 19 أغسطس. وفي نفس الشهر 7 مسري: 13 أغسطس تذكار بشارة الملاك جبرائيل للقديس يواقيم بميلاد مريم البتول. إن صوم العذراء ليس هو المناسبة الوحيدة التي تحتفل فيها الكنيسة بأعياد العذراء, إنما يوجد بالأكثر شهر كيهك الذي يحفل بمدائح وتماجيد وإبصاليات للعذراء مريم القديسة. وصوم العذراء يهتم به الأقباط في مصر, خاصة السيدات, اهتماما يفوق الوصف. كثيرون يصومونه بالماء والملح أي دون زيت.. وكثيرون يضيفون عليه أسبوعا ثالثا كنوع من النذر. ويوجد أيضا من ينذر.... أولا: محبة الأقباط للعذراء التي زارت بلادهم وباركتها, وتركت آثارا لها في مواضع متعددة بنيت فيها كنائس. ثانيا: كثرت المعجزات التي حدثت في مصر بشفاعة السيدة العذراء, مما جعل الكثيرين يستبشرون ببناء كنيسة علي اسمها. ولعل ظهور العذراء في كنيستها بالزيتون وما صاحب هذا الظهور من معجزات, قد أزاد تعلق الأقباط بالعذراء, وبالصوم الذي يحمل اسمها. أعيادها: كل قديس له في الكنيسة عيد واحد, هو يوم نياحته أو استشهاده, وربما عيد آخر, هو العثور علي رفاته, أو معجزة حدثت باسمه, أو بناء كنيسة له. لكن القديسة العذراء لها أعياد كثيرة جدا, منها: 1- عيد البشارة بميلادها: وهو يوم 7 مسري, حيث بشر ملاك الرب أباها يواقيم بميلادها, ففرح بذلك هو وأمها حنة, ونذراها للرب. 2- عيد ميلاد العذراء: وتعيد له الكنيسة في أول بشنس. 3- عيد دخولها الهيكل: وتعيد له الكنيسة يوم 3 كيهك. وهو اليوم الذي دخلت فيه لتتعبد في الهيكل في الدار المخصصة للعذاري. 4- عيد مجيئها إلي مصر: ومعها السيد المسيح ويوسف النجار. وتعيد له الكنيسة يوم 24 بشنس. 5- عيد نياحة العذراء: وهو يوم 21 طوبة, وتذكر فيه الكنيسة أيضا المعجزات التي تمت في ذلك اليوم. وكان حولها الآباء الرسل ماعدا القديس توما الذي كان وقتذاك يبشر في الهند. 6- العيد الشهري للعذراء: وهو يوم 21 من كل شهر قبطي, تذكارا لنياحتها في 21 طوبة. 7- عيد صعود جسدها إلي السماء: وتعيد له الكنيسة في يوم 16 مسري, الذي يوافق 22 من أغسطس ويسبقه صوم العذراء 15 يوما. 8- عيد معجزتها حالة الحديد: وهو يوم 21 بؤونة, ونذكر فيه معجزتها في حل أسر القديس متياس الرسول ومن معه بفك الحديد الذي قيدوه به. ونعيد أيضا لبناء أول كنيسة علي اسمها في فيلبي. وكل هذه الأعياد لها في طقس الكنيسة ألحان خاصة وذكصولوجيات, تشمل في طياتها الكثير من النبوءات والرموزر الخاصة بها في العهد القديم. 9- عيد ظهورها في الزيتون: علي قباب كنيسة العذراء. وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر مدي سنوات. ويوافق 24 برمهات تقريبا. وبالإضافة إلي كل هذا نحتفل بحلول شهر كيهك من ثلث شهر ديسمبر إلي 7 يناير بتسابيح كلها عن كرامة السيدة العذراء. العذراء مريم في عقيدة الكنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها, دون مبالغة, ودون إقلال من شأنها. 1- فهي في اعتقاد الكنيسة والدة الإله (ثيئوطوكوس). وليست والدة يسوع كما ادعي النساطرة, الذين حاربهم القديس كيرلس الإسكندري, وحرمهم مجمع أفسس المسكونني المقدس. 2- والكنيسة تؤمن أن الروح القدس قد قدس مستودع للعذراء أثناء الحبل بالمسيح. وذلك كما قال لها الملاك الروح القدس يحل عليك, وقوة العلي تظللك. لذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله. وتقديس الروح القدس لمستودعها, يجعل المولود منها يحبل به بلا دنس الخطية الأصلية. أما العذراء نفسها, فقد حبلت بها أمها كسائر الناس, وهكذا قالت العذراء في تسبحتها وتبتهج روحي بالله مخلصي (لو 1: 47). لذلك لا توافق الكنيسة علي أن العذراء حبل بها بلا دنس الخطية الأصلية, كما يؤمن إخوتنا الكاثوليك. 3- وتؤمن الكنيسة بشفاعة السيدة العذراء. وتضع شفاعتها قبل الملائكة وروساء الملائكة, فهي والدة الإله, وهي الملكة القائمة عن يمين الملك. 4- والكتاب يلقب العذراء بأنها الممتلئة نعمة. وللأسف فإن الترجمة البيروتية - إقلالا من شأن العذراء - تترجم هذا اللقب بعبارة المنعم عليها.. وكل البشر منعم عليهم, أما العذراء فهي الممتلئة نعمة.. علي أن النعمة لا تعني العصمة. 5- والكنيسة تؤمن بدوام بتولية العذراء. ولا يشذ عن هذه القاعدة سوي إخوتنا البروتستانت. الذين ينادون بأن العذراء أنجبت بنين بعد المسيح. 6- وتؤمن الكنيسة بصعود جسد العذراء إلي السماء وتعيد له في 16 مسري. ألقابها ورموزها أ- ألقاب من حيث عظمتها وصلتها بالله: 1- نلقبها بالملكة: القائمة عن يمين الملك. ونذكر في ذلك قول المزمور قامت الملكة عن يمينك أيها الملك (مز 45: 9). ولذلك دائما نرنم في أيقونتها علي يمين السيد المسيح. ونقول عنها في القداس الإلهي سيدتنا وملكتنا كلنا... 2- نقول عنها أيضا: أمنا القديسة العذراء. وفي ذلك قول السيد المسيح وهو علي الصليب لتلميذه القديس يوحنا الحبيب هذه أمك (يو 19: 27). 3- وتشبه العذراء أيضا بسلم يعقوب: تلك السلم التي كانت واصلة بين الأرض والسماء (تك 28: 12). وهذا رمز للعذراء التي بولادتها للمسيح, أوصلت سكان الأرض إلي السماء. 4- وقد لقبت العذراء أيضا بالعروس: لأنها العروس الحقيقية لرب المجد. وتحقق فيه قول الرب لها, في المزمور ... اسمعي يا ابنتي وانظري, وأميلي أذنك, وانسي شعبك وبيت أبيك فإن الملك قد اشتهي حسنك, لأنه هو ربك وله تسجدين (مز 45). ولذلك لقبت بصديقة سليمان, أي عذراء النشيد. وقيل عنها في نفس هذا المزمور كل مجد ابنة الملك من داخل, مشتملة بأطراف موشاة بالذهب مزينة بأنواع كثيرة. 5- ونلقبها أيضا بلقب الحمامة الحسنة: متذكرين الحمامة الحسنة التي حملت لأبينا نوح غصنا من الزيتون, رمزا للسلام, تحمل إليه بشري الخلاص من مياه الطوفان.. (تك 8:11). وبهذا اللقب يبخر الكاهن لأيقونتها وهو خارج من الهيكل. وهو يقول السلام لك أيتها العذراء مريم الحمامة الحسنة. والعذراء تشبه بالحمامة في بساطتها وطهرها وعمل الروح القدس فيها, وتشبه الحمامة التي حملت بشري الخلاص بعد الطوفان, لأنه حملت بشري الخلاص بالمسيح. 6- وتشبه العذراء أيضا بالسحابة: لارتفاعها من جهة ولأنه هكذا شبهتها النبوة في رحلتها إلي مصر. ورد عن ذلك في سفر إشعياء النبي: وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلي مصر. فترتجف أوثان مصر. ويذوب قلب مصر داخلها (إش 19:1). وعبارة سحابة ترمز إلي ارتفاعها. وترمز إلي الرب الذي يجئ علي السحاب (مت 16:27). ب- ألقابها ورموزها من حيث أمومتها للسيد المسيح: 7- ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء ثيئوطوكوس. أي والدة الله وهذا اللقب الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م. وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردا علي نسطور... وبهذا اللقب أم ربي خاطبتها القديسة أليصابات (لو 1:43). 8- ومن ألقابها أيضا المجمرة الذهب. ونسميها تي شوري أي المجمرة بالقبطية, وأحيانا شورية هرون... أما الجمر الذي في داخلها, ففيه الفحم يرمز إلي ناسوت المسيح, والنار ترمز إلي لاهوته, كما قيل في الكتاب إلهنا نار آكلة (عب 12: 29). فعبر في ذلك علي أن اللاهوت متحد بالناسوت. وكون المجمرة من ذهب, فهذا يدل علي عظمة العذراء ونقاوتها, ونظرا لطهارة العذراء وقدسيتها, فإن العذراء نسميها في ألحانها المجمرة الذهب. 9- وتلقب العذراء أيضا بالسماء الثانية: لأنه كما أن السماء هي مسكن الله, هكذا كانت العذراء مريم أثناء الحمل المقدس مسكنا لله. 1- وتلقب العذراء كذلك بمدينة الله: وتتحقق فيها النبوءة التي في المزمور أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله (مز 86), أو يقال عنها مدينة الملك العظيم أو تتحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم.. أو صهيون, كما قيل أيضا في المزمور صهيون الأم تقول إن إنسانا وإنسانا صار فيها, وهو العلي الذي أسسها..., (مز 87). 11- وبهذه الصفة لقبت بالكرمة التي وجد فيها عنقود الحياة. أي السيد المسيح. وبهذا اللقب تتشفع بها الكنيسة في صلاة الساعة الثالثة, وتقول لها يا والدة الإله, أنت الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة.... 12- وبصفة هذه الأمومة لها ألقاب أخري منها: + أم النور الحقيقي, علي اعتبار أن السيد المسيح قيل عنه إنه النور الحقيقي الذي ينبر كل إنسان (يو 1:9). وبنفس الوضع لقبت بالمنارة الذهبية لأنها تحمل النور. وأيضا: + أم القدوس. علي اعتبار أن الملاك حينما بشرها بميلاد المسيح قال لها: ... لذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله, (لو 1: 35). + أم المخلص. لأن السيد المسيح هو مخلص العالم, وقد دعي اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت 19: 21). 13- ومن رموزها أيضا العليقة التي رآها موسي النبي (خر 3:3). ونقول في المديحة العليقة التي رآها موسي النبي في البرية, مثال أم النور طوباها حملت جمر اللاهوتية, تسعة أشهر في أحشاها ولم تمسها بأذية. فالسيد الرب قيل عنه إنه (نار آكلة), (عب 12:29) ترمز إليه النار التي تشتعل داخل العليقة. والعليقة ترمز للقديسة العذراء. 14- ومن رموزها أيضا تابوت العهد. وكان هذا التابوت من خشب السنط الذي لا يسوس. مغطي بالذهب من الداخل والخارج (خر 25: 10, 22). رمزا لنقاوة العذراء وعظمتها. وكانت رمزا أيضا لما يحمله التابوت في داخله من أشياء ترمز إلي السيد المسيح. فقد كان يحفظ فيه قسط من ذهب فيه المن, وعصا هارون التي أفرخت (عب 9:4). ولوحا للشريعة رمزا لكلمة الله المتجسد. 15- وهكذا تشبه العذراء أيضا بقسط المن. لأن المن كان رمزا للسيد المسيح, باعتباره الخبز الحي الذي نزل من السماء, كل من يأكله يحيا به, أو هو أيضا خبز الحياة (يو 6: 32, 48, 49). ومادام السيد المسيح يشبه بالمن, فيمكن إذن تشبيه العذراء بقسط المن, الذي حمل هذا الخبز السماوي داخله. 16- وتشبه العذراء أيضا بعصا هارون التي أفرخت. أي أزهرت وحملت براعم الحياة بمعجزة (عد 17: 6, 8). مع أن العصا أيضا لا حياة فيها يمكن أن تفرخ زهرا وثمرا, وذلك يرمز لبتولية العذراء التي ما كان ممكنا أن تفرخ أي تنتج نسلا. إنما ولدت بمعجزة ورد هذا الوصف في إبصالية الأحد. 17- خيمة الاجتماع قبة موسي. خيمة الاجتماع, كان يحل فيها الرب, والعذراء حل فيها الرب. وفي الأمرين أظهر الله محبته لشعبه. وهكذا نقول في الأبصلمودية القبة التي صنعها موسي علي جبل سيناء, شبهوك بها يا مريم العذراء.. التي الله داخلها. 18- وتشبه العذراء بالباب الذي في المشرق. ذلك الذي رآه حزقيال النبي وقال عنه الرب هذا الباب يكون مغلقا, لا يفتح ولا يدخل منه إنسان. لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا, (حز 44: 1, 2) وهذا الباب الذي في المشرق, رأي عنده النبي مجد الرب, وقد ملأ البيت (حز 43: 2, 4, 5). وهذا يرمز إلي بتولية العذراء, التي كانت من بلاد المشرق. وكيف أن هذه البتولية ظلت مختومة. 19- ولأنها هذا الباب الذي في المشرق وصفت بأنها: باب الحياة - باب الخلاص: السيدة العذراء قيل عنها في سفر حزقيال إنها الباب الذي دخل منه رب المجد وخرج (حز 44: 2). فإذا كان الرب هو الحياة, تكون هي باب الحياة. وقد قال الرب أنا هو القيامة والحياة (يو 11: 25). لذلك تكون العذراء هي باب الحياة. الباب الذي خرج منه الرب مانحا حياة لكل المؤمنين به... وإذا كان الرب هو الخلاص, إذ جاء خلاصا للعالم, يخلص ما قد هلك (لو 19:10), حينئذ تكون العذراء هي باب الخلاص. وليس غريبا أن تلقب العذراء بالباب, فالكنيسة أيضا لقبت بالباب. وقال أبونا يعقوب عن بيت إيل ما أرهب هذا المكان, ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء (تك 28: 17). 20- شبهت أيضا بقدس الأقداس. هذا الذي كان يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة, ليصنع تكفيرا عن الشعب كله, ومريم العذراء حل في داخلها رب المجد مرة واحدة لأجل فداء العالم كله. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.